كيف مزق صالح علماني روايته الأولى وقصة امتهانه للترجمة؟
صالح علماني.. ذلك الاسم الذي لمع في سماء الترجمة لعقود طويلة كواحد من أشهر المترجمين العرب، والذي رحل عن عالمنا اليوم في إسبانيا عن عمر يناهز السبعين عام.
لعائلة فلسطينية لاجئة بان النكبة الفلسطينية، ولد صالح علماني في بهو إحدى المدارس القديمة في مدينة حمص السورية، وكان والده حكاء ماهر يتشاجر على سهراته الجميع للاستمتاع بحكاياته وقصصه، وهو ما أثر على صالح وجعله محب للغة وإدراك إمكانيات التعبير أكثر، إضافة إلى القراءات المبكرة، وولعه الشديد بالقراءة.
وفاة صالح علماني "أشهر المترجمين العرب" في إسبانيا
وبعد إتمام صالح لدراسته الثانوية، انتقل إلى مدينة برشلونة الإسبانية لدراسة الطب، ومن ثم تركها لدراسة الصحافة، ويحكي صالح عن تلك المرحلة قائلا: "صمدت سنة واحدة فقط، عملت بعدئذ في الميناء واختلطت بعالم القاع كأي متشرد، وبينما كنت أتسكع في أحد مقاهي برشلونة ذات مساء، قابلت صديقًا كان يحمل كتابًا نصحني بقراءته، كانت الطبعة الأولى من "مائة عام من العزلة" لجابرييل جارسيا ماركيز؛ وعندما بدأت قراءتها، أصبت بصدمة. لغة عجائبية شدتني بعنف إلى صفحاتها، وقررت أن أترجمها إلى العربية، وبالفعل ترجمت فصلين ثم أهملتها".
وأضاف علماني "عندما عدت إلى دمشق نسيت الرواية في غمرة انشغالاتي، لكن ماركيز ظل يشدني، فترجمت قصصًا قصيرة له، ونشرتها في الصحف المحلية؛ ثم ترجمت "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" عام 1979، ولفت الكتاب انتباه الناقد حسام الخطيب، فكتب أن شابًا فلسطينيًا يترجم أدبًا مجهولًا لقراء العربية"، وهي الملاحظة التي قادت علماني إلى امتهان حرفة الترجمة "قلت لنفسي: أن تكون مترجمًا مهمًا أفضل من أن تكون روائيًا سيئًا؛ هكذا مزقت مخطوط روايتي الأولى من دون ندم وانخرطت في ترجمة روايات الآخرين".