مولد شيخ العرب.. مدد يا بدوي.. كرنفال احتفالي يصنع البهجة للزائرين والمريدين من كافة المحافظات.. وفود عربية وأجنبية لزيارة القطب الصوفي.. وتنشيط السياحة الدينية أبرز المكاسب (صور)

تشهد مدينة طنطا بمحافظة الغربية أجواء روحانية خاصة لدى مريدي الطرق الصوفية منذ اليوم الأول في أسبوع الاحتفال بمولد السيد البدوي، أو شيخ العرب كما يلقبه الصوفيون، فتتحول الشوارع الجانبية والأزقة إلى كرنفال احتفالي، يصدر الفرحة لكل المارة والزبائن وسط تعالي أصوات الذكر والمديح بشوارع المدينة بأكملها، وتسود رائحة البخور أرجاء ميدان المسجد الأحمدي خلال الاحتفال بمولده.

الباعة الجائلون يفترشون الساحات والأرصفة بالعرائس والحلوى المميزة، وتضاء الشوادر بأفرع الزينة والمصابيح الصغيرة، ويحجز الغلابة لأنفسهم نصيبًا من نفحات الموسم بالإقبال على شراء الحمص وحب العزيز والحلاوة الشعر، وترى "المراجيح والألعاب النارية" بالساري المخصص لهم بمنطقة سيجر البعيدة عدة مترات كبيرة عن محيط المسجد، فيما يتوافد الآلاف على طنطا قادمين من جميع محافظات مصر، ومن الدول العربية أيضا خلال أسبوع الاحتفال لزيارة القطب الصوفي من أجل الاحتفال بذكرى مولده.

الطعام والشراب مجانًا
ويحظى زوار البدوي بما لذ وطاب من الطعام والشراب مجانًا داخل الخيام الموجودة بالشوارع المحيطة بالمقام للعديد من الطرق الصوفية منها "الأحمدية والدسوقية والشاذلية والرفاعية وغيرها" احتفالًا بمولد "البدوي" إلى جانب إعداد أصحاب المحال التجارية بالمنطقة طاولات كبيرة لإطعام جميع رواد المولد بصفة عامة، والفقراء والمساكين بصفة خاصة، من جميع أنواع المأكولات والمشروبات والحلويات التي توفرت في الخيام.

فيما يشهد مقام العارف بالله القابع في قلب المسجد زحامًا شديدًا ناهيك عن الليلة الختامية التي تشهد توافد نحو مليوني مواطن، ويرجع اسم مولد السيد البدوي إلى أحد مؤسسي الطرق الصوفية الذي يقال إنه ولد في مدينة فاس المغربية عام 1199 وجاء إلى طنطا عام 1234 حيث أسس "الطريقة الأحمدية"، ومنذ ذلك الحين يقام مولد سنوي يستمر ثمانية أيام تتعالى خلاله صيحات الزوار "يا سيد يا بدوي" من كل ركن وتتحول طنطا إلى كرنفال يعج بالبشر والموسيقى وحلقات الطعام.

تنشيط السياحة
ويعد مولد " السيد البدوي" أحد أكبر الموالد في مصر، ومن أهم مصادر تنشيط السياحة الدينية في المحافظة، حيث يتوافد على مدينة طنطا نحو مليوني زائر، وتحتفل 70 طريقة صوفية به وسط إجراءات أمنية مشددة، وقد ساعد إقامة مولد البدوي كل عام في ربط الشمال المصري بجنوبه، حيث إن كثيرا من أهل الصعيد لا يزورون الوجه البحري إلا في موعد إقامة مولد البدوي، ويقام للبدوي احتفال آخر يعرف بالمولد الرجبي في النصف الأول من أبريل لمدة أسبوع أيضًا.

اللواء هشام السعيد محافظة الغربية أكد من جانبه أن المحافظة استعدت للاحتفال بالمولد بجميع القطاعات المختلفة، من خلال توفير كل الخدمات لزوار المسجد الأحمدي ومقام القطب الصوفي، وقال الدكتور عبد القادر الكيلاني وكيل وزارة الصحة: إنه رفع درجة الاستعدادات القصوى في جميع المستشفيات بالمدينة ونشر الفرق الطبية بنطاق ساحة المسجد ومناطق الإحتفالات للتعامل مع أي ظرف طارئ مع نشر سيارات الإسعاف في محيط مناطق الاحتفالات، فيما استعدت مديرية أمن الغربية برئاسة اللواء محمود حمزة، مدير أمن الغربية، لتأمين الاحتفال بالمولد بوضع كاميرات مراقبة بجميع أماكن التجمعات والميدان الأحمدي وأماكن الاحتفال بالمولد، مع نصب بوابات إلكترونية بمداخل المسجد والشوارع المحيطة ومنطقة "الساري" بسيجر.