"يوم الغفران".. طقوس غريبة وذريعة لمضاعفة معاناة الفلسطينيين (صور)
يحيي اليهود اليوم الثلاثاء، ذكرى عيد الغفران أو يوم كيبور، وهو اليوم العاشر من الشهر الأول في التقويم اليهودي، والذي يسمى "تشريه"، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط، المسألة لا تقتصر على كونه مجرد يوم احتفال لدى اليهود لكن الأزمة تكمن في أنه من أكثر مناسبات العام تضييقًا على الفلسطينيين.
إغلاق شامل
واستعدادا لهذا اليوم، اتخذت سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات تعطل حياة الفلسطينيين، وتزيد من معاناتهم، وتضع مزيدًا من القيود التي تؤرق حياتهم اليومية، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الاستعدادات لـ يوم كيبور، اليوم الثلاثاء، اكتملت في جميع الأنحاء، موضحة أنه منذ منتصف الليل، تم فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية وإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، كما سيتم إلغاء خدمات النقل العام عند الظهر، وستهبط آخر رحلة بمطار بن جوريون في الساعة 1:50 مساءً.
كما تم الإعلان عن حالة الاستنفار في أوساط العاملين في نجمة داود الحمراء لتقديم أي إسعاف للإسرائيليين الذين يصابون خلال "صومهم" أو تعرضهم لأي أحداث عرضية كما هو شائع كل عام.
نشر القوات
ستقوم شرطة الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس بنشر قوات الشرطة ودوريات الحدود وقوات التعزيز لتأمين آلاف المصلين المتوقع وصولهم إلى حائط البراق، وستقوم شرطة الاحتلال والمدينة بإقامة نقاط تفتيش لمنع السيارات القادمة من القدس الشرقية من دخول غرب المدينة، وقالت الشرطة إنها ستتصرف بحزم لمنع ما أسمته بانتهاكات النظام من أي نوع خلال اليوم.
ويعتبر "يوم كيبور" في الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة، يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت، أو الأعياد الرئيسية، مثل الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها.
وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي، وعيد يوم الغفران هو العيد الذي يطلب فيه الشعب ككل الغفران من الإله.
أبرز الطقوس
ومن أبرز الطقوس المتبعة عند اليهود في هذا العيد طقس "الكاباروت" الكفارة، وهو تقليد يقضي بتدوير دجاجة حية بحركة دائرية فوق رأس اليهودي المؤمن، مع الإعلان عن موت الدجاجة مقابل تكفير ذنوب المؤمن، وتمتعه بحياة جيدة وسعيدة، بعد ذلك تذبح الدجاجة وتقدم للفقراء غالبا، أو تباع وتنقل الأموال للفقراء.
ذبح الفرخة
يثير هذا التقليد جدلا لأسباب مختلفة، إذ طوال سنوات دعم حاخامات ممارسة هذا التقليد وعارضه آخرون، هناك من يمارس هذا التقليد من خلال التبرع بالأموال للفقراء مباشرة، وهكذا يشارك في تقديم الحسنات، اتباع التقاليد بهذا الشكل يدعى التبرع بالأموال كجزء من الكاباروت، ويعارض ناشطون في منظمات حقوق الإنسان هذا التقليد، ويقولون إن ممارسته باستخدام الحيوانات قد يؤدي إلى ارتكاب مخالفة بحق الحيوانات.
الصيام في الأديان الكبرى.. اختلاف في الطقوس والتقاء في المعاني
وتستمر صلوات يوم الغفران التي يشارك فيها الحاخامات الإسرائيليون الكبار، وشخصيات عامة، ورجال دين مسئولون في العالم، 40 يوما لدى اليهود السفارديين، ونحو أسبوعين لدى اليهود الاشكنازيين، ويشارك الكثيرون في هذه الصلوات من كل أنحاء البلاد والعالم.
تحريم الاستحمام
ومن بين الأمور الغريبة التي يمارسونها في هذا العيد أنهم لا يستحمون، وتتوقف الإذاعات والتليفزيون عن البث والسيارات عن السير لمدة يوم كامل، ويصوم اليهود مدة ليلة ويوم كاملين اعتبارا من غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي، كما تنهى تعاليم الديانة اليهودية عن ارتداء الحذاء المصنوع من الجلد والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية بين الأزواج.