رئيس التحرير
عصام كامل

الصلاة وسط الآلام.. «البطرسية» تشهد أول صلاة للعشية بعد التفجير.. وتترك آثار الدمار على الأعمدة الرخامية.. وسكرتارية البابا: الكنيسة مصنع للمجد ومستعدون للاستشهاد


عقب عشرين يومًا ما بين شهداء أريقت دماؤهم على أرضها، ونحو 15 يومًا من الإصلاح والترميم تحت إشراف القوات المسلحة، احتفلت الكنيسة البطرسية بالعام الميلادي الجديد.


وفضلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ألا تقوم الشركات القائمة على إتمام الترميمات للكنيسة البطرسية وإصلاح آثار التفجير بالاقتراب من آثار التخريب على الأعمدة الرخامية للكنيسة وتركها كنوع من التذكار للحادث، وتقوم فقط بترميم الجدارية من خارج الكنيسة التي تأثرت في السابق بالزلزال ضمن مجريات أعمال الترميم، بالإضافة لاستكمال فريق الفنانين والرسامين الإيطاليين أعمال اللوحات والجداريات عقب أعياد الميلاد.

وأقيمت مساء أمس صلوات العشية المقدسة بالكنيسة البطرسية، وسط حضور محدود للأقباط والمصلين لتعود "رويدًا رويدًا" للتسابيح باحتفالية رأس السنة.

وكان محيط الكنيسة البطرسية شهد تأمينات مشددة والتي انتشرت قبل الصلوات بكثافة عن الأيام السابقة، بالإضافة للمرور من خلال بوابات حرارية لكشف المعادن، وتفتيش الحقائب للوافدين من قبل الفرق الكشفية الكنسية.

يذكر أن عددًا من قيادات القوات المسلحة جاءوا قبل إجراء الصلوات بساعات معدودة، وتفقدوا آخر أعمال الترميم والإصلاح لما أتلفه الإرهاب.

كما شارك في الاحتفالية طاقم السكرتارية الباباوية في صلوات التسبحة "كيهك"، في أول صلوات تجرى بالكنيسة، بعد حادث التفجير، وحضر الصلوات والتسبحة القس أنجيلوس إسحاق، سكرتير بابا الإسكندرية، وعدد من القمامصة والقساوسة الخدام بالكنيسة، كما يحضر التسبحة عدد من أسر الشهداء، الذين راحوا ضحية الإرهاب الأسود، منهم والدة الشهيدة ماجي مؤمن، ابنة العاشرة من عمرها، وأصغر شهداء البطرسية، وشارك بالحضور النائب محمد أبو حامد، والمستشار أمير رمزي، واللذان حرصا على حضور صلوات التسبحة بالكنيسة البطرسية بعد الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة لما نجم عن التفجير الذي شهدته الكنيسة في وقت سابق.

وقال القس أنجيلوس إسحق، سكرتير البابا تواضروس الثاني: "إننا نستقبل عامًا جديدًا ونحن في جرح بسبب ما حدث من إرهاب أسود.. حيث لقيت نفوس بريئة ربها، ونفخر بأننا كنيسة شهداء، ومن منا لا يرغب الاستشهاد كما نالها شهداء تفجير البطرسية".

وأضاف سكرتير البابا، في كلمته بأول صلوات تقام بالكنيسة البطرسية عقب إصلاح ما أفسده التفجير الإرهابي، أن نفوس الحضور للصلوات والتسبحة مستعدة للاستشهاد، ونجتمع لنصلي معًا للنفوس المكلومة والذين راح من ذويهم شهداء شهود بالإيمان العظيم.

وتابع: "إن الكنيسة بمثابة مصنع ومجد للقديسين وهي كنيسة وطنية وسنظل حاضنين للآخرين، ونطلب للأعداء الحب والرحمة وندعو لهم بذلك نحن مدعوون للتغيير في سنة جديدة لنكون أفضل في الحب والبر، ومن لازال بعيدا عن الله ندعوه للرجوع إليه ليمحو خطاياه ندعو للتوبة وانكسار القلب ونسعى إلى خلاص أنفسنا وكفى بعدًا عن الله، نريد الحصول على الحب والحياة الجميلة منه وهو يصنع خيرًا".

وأشار سكرتير البابا إلى أن الكتاب المقدس كلمة الله الحية وكنز للإنسان ومنه غذاء للروح، ورحمة، وراحة؛ وجميعنا يحتاج للشبع الإلهي والعزاء بكلماته وجميعنا "في الهوا سوا"، وأى إنسان متكبر أو غضب ويسعى لاقتناع بكلمة الله يتحول كل ما فيه للوداعة والراحة والعزاء وأدعوه دوما.. فهو قريب يحبنا انتبهوا لرسائل الله.
الجريدة الرسمية