بعد مقتل رئيس تشاد.. هل يضرب الإرهاب منطقة الساحل الأفريقي؟
بعد أيام من رحيل رئيس تشاد إدريس ديبي عن عمر ناهز 68 عام ، على جبهة القتال مع متمردين من جبهة التغيير والوفاق، يتمركزون في ليبيا، وهي جبهة مؤلفة من منشقين عن الجيش تشكلت عام 2016، تحدث العديد عن مخاطر عودة الإرهاب للساحل الأفريقي من جديد، خاصة بعدما تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تعهد بدعم منطقة الساحل الأفريقي في مواجهة التطرف والإرهاب.
تصريحات ماكرون جاءت خلال مشاركته في تشييع جثمان رئيس تشاد إدريس ديبي، وقبل بدء الجنازة صباح أمس الجمعة، التقى ماكرون ورؤساء مجموعة الساحل الأربع الأخرى نجل ديبي "لمشاورات حول العملية الانتقالية الجارية.
ضربة لجهود مكافحة الإرهاب
ويثير رحيل ديبي قلق فرنسا بشأن الاستقرار في منطقة الساحل، حيث يتفق محللون على أن مقتل ديبي وجه ضربة قاصمة لجهود مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة داخليا باقتحام المتمردين للعاصمة، أو إقليميا على مستوى ضبط الحدود مع دول الجوار ليبيا والنيجر والسودان، خاصة أن أن تشاد كانت لاعبا كبيرا في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل واستطاعت المساهمة في استعادة الأمن في العديد من دول المنطقة.
المثلث الحدودي
ولفت الباحث التشادي، علي موسى إلى أن منطقة المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو تشكل مخبأ سهلا للجماعات الإرهابية، فهي وعرة جدا وتغطيها غابات ومجار مائية تسهل على عناصر هذه الاختباء بعيدا عن القوات النظامية والمواطنين.
وأضاف موسى لـ"سكاي نيوز" أن انسحاب القوات التشادية سيؤثر بشكل سلبي في مكافحة الإرهاب، إذ سيترك فراغا كبيرا جدا في المنطقة المعنية.
وأشار إلى أي انسحاب طارئ للقوات في المناطق المهددة بأنشطة الجماعات الإرهابية سيدفع دول الساحل وفرنسا إلى مراجعة استراتيجياتها الأمنية.
ورجح أن تعقد هذه الخطوة من من عملية انسحاب القوات الفرنسية في المنطقة.
إمارة داعش
ومن غير المستبعد حسب الباحث التشادي أن تحاول داعش تأسيس إمارة لها في منطقة الحدود الثلاثة ما لم تنتبه دول المنطقة لذلك الاتجاه وتتعاون للعمل على إجهاضه.
وأضاف أن هناك ضعفا في سيطرة الحكومات على المنطقة نتيجة الهجمات المسلحة وأعمال العنف.
المنطقة الأفقر في العالم
ولفت الباحث التشادي إلى أنه مع معاناة سكان المنطقة إذ يعتبرون الأفقر في العالم، وتعاني أجزاء واسعة فيها من القحط بدرجات متفاوتة.
وقال إن الفقر والبطالة أكبر تحد يهدد الأوضاع في مثلث الساحل والصحراء، إضافة إنها خارج سيطرة الحكومات، مما يجعل من الصعب فرض سلطة القانون فيها، ويتيح للجماعات الإرهابية التي تتهج العنف والقتل حرية الحركة.
ونوه بخطورة سلاح الجهل، قائلا: "ينتشر الجهل بشكل أكثر في المناطق النائية، لذلك تركز الجماعات الإرهابية نشاطها ووجودها في تلك المناطق، وتحاول استقطاب الشباب وضمهم إلى صفوفهم من خلال التلاعب يعقولهم الهشة وتلقينهم الفكر الجهادي".
قوة الساحل
من ناحية أخرى أشارت دراسة أعدها مركز فاروس للدراسات الأفريقية إلى أن معظم الدول الأفريقية ذخرت أسلحتها مرسية التعاون الإقليمي والأفريقي في مكافحة الإرهاب، ففي منطقة الساحل والصحراء تم تدشين قوة الساحل في فبراير 2017 بين دول المنطقة الخمس “موريتانيا، بوركينافاسو، تشاد، مالي والنيجر”، وفي بحيرة تشاد تنشط جيوش تشاد ونيجيريا والكاميرون في محاربة بوكو حرام، وفي الصومال تنشط بعثة الاتحاد الأفريقي أميصوم في دعم عملية السلام ومكافحة الإرهاب.
الفقر والتهميش
وتابعت الدراسة أنه رغم تكثيف الدول الأفريقية اعتمادها على العنصر الأمني والعسكري في مكافحة الإرهاب، فإنه لم يسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب، فلا تزال حركة الشباب في الصومال تواصل نشاطها العملياتي في وسط الصومال.
فيما أصبحت الحركات المتطرفة في منطقة الساحل متناغمة بشكل كبير مع المجتمعات المحلية التي تعاني من الفقر والتهميش، وفي حوض بحيرة تشاد وشمال شرق نيجيريا تنشط حاليا ثلاثة تنظيمات إرهابية متطرفة وهو تنظيم بوكو حرام وتنظيم الدولة في غرب أفريقيا "ISWAP" وأخيرا تنظيم أنصار والموالي للقاعدة.
بوكو حرام
ولفتت الدراسة إلى أنه منذ نشاط عمليات بوكو حرام في عام 2009 ربطت العديد من التفسيرات والتحليلات حول انتشار الإرهاب في ولايات شمال شرق نيجيريا إلى حالة الفقر المدقع والتهميش الذي تعانيه ولايات بورنو وآداماوا ويوبي، إلا أن ثمة ولايات نيجيرية أخري لازالت تعاني انتشار الفقر مثل ولايات جومبي وباوتشي، فكلاهما ضمن أفقر عشر ولايات نيجيرية بالإضافة إلى احتلال غومبي المرتبة الثالثة من ناحية الفقر الشديد في البلاد.
وأوضحت الدراسة أنه رغم تشابه الظروف بين ولايتي جومبي وبورنو، إلا أن جومبي وباوتشي نجحتا في إحجام الظاهرة الإرهابية حيث لم تتعرض الولايتين لهجمات إرهابية سوي في عام 2010 ومن بعدها تمكنت إدارة الولايتين في التصدي للإرهاب مستغلين في ذلك الطابع المجتمعي والجغرافي للولايتين.
حدود رخوة
وأكد معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا ولايتي جومبي وباوتشي نجحتا في استغلال موقعهما الجغرافي في تحجيم الظاهرة الإرهابية، فكلا الولايتان ليستا حودية كما هو الحال في بورونو وكانو وأداماوا على سبيل المثال، إذ سمحت الحدود الرخوة بين نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون في تسلل العناصر الإرهابية بحثا عن الملاذات الأمنة في بحيرة تشاد وتوريد الأسلحة والمؤن للجماعات الإرهابية.
ولفتت الدراسة إلى أنه ساهم الموقع الجغرافي للولايتين في التضييق على معاقل بوكو حرام في ولاية غومبي خاصة في غابات سامبيسا الممتدة بين غومبي وباوتشي وبورنو، ومؤخرا تركزت بوكو حرام وبقية الحركات في امتداد الغابة الواقع في ولاية بورنو مبتعدة عن الجزء الواقع في داخل ولاية جومبي.
تصريحات ماكرون جاءت خلال مشاركته في تشييع جثمان رئيس تشاد إدريس ديبي، وقبل بدء الجنازة صباح أمس الجمعة، التقى ماكرون ورؤساء مجموعة الساحل الأربع الأخرى نجل ديبي "لمشاورات حول العملية الانتقالية الجارية.
ضربة لجهود مكافحة الإرهاب
ويثير رحيل ديبي قلق فرنسا بشأن الاستقرار في منطقة الساحل، حيث يتفق محللون على أن مقتل ديبي وجه ضربة قاصمة لجهود مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة داخليا باقتحام المتمردين للعاصمة، أو إقليميا على مستوى ضبط الحدود مع دول الجوار ليبيا والنيجر والسودان، خاصة أن أن تشاد كانت لاعبا كبيرا في مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل واستطاعت المساهمة في استعادة الأمن في العديد من دول المنطقة.
المثلث الحدودي
ولفت الباحث التشادي، علي موسى إلى أن منطقة المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو تشكل مخبأ سهلا للجماعات الإرهابية، فهي وعرة جدا وتغطيها غابات ومجار مائية تسهل على عناصر هذه الاختباء بعيدا عن القوات النظامية والمواطنين.
وأضاف موسى لـ"سكاي نيوز" أن انسحاب القوات التشادية سيؤثر بشكل سلبي في مكافحة الإرهاب، إذ سيترك فراغا كبيرا جدا في المنطقة المعنية.
وأشار إلى أي انسحاب طارئ للقوات في المناطق المهددة بأنشطة الجماعات الإرهابية سيدفع دول الساحل وفرنسا إلى مراجعة استراتيجياتها الأمنية.
ورجح أن تعقد هذه الخطوة من من عملية انسحاب القوات الفرنسية في المنطقة.
إمارة داعش
ومن غير المستبعد حسب الباحث التشادي أن تحاول داعش تأسيس إمارة لها في منطقة الحدود الثلاثة ما لم تنتبه دول المنطقة لذلك الاتجاه وتتعاون للعمل على إجهاضه.
وأضاف أن هناك ضعفا في سيطرة الحكومات على المنطقة نتيجة الهجمات المسلحة وأعمال العنف.
المنطقة الأفقر في العالم
ولفت الباحث التشادي إلى أنه مع معاناة سكان المنطقة إذ يعتبرون الأفقر في العالم، وتعاني أجزاء واسعة فيها من القحط بدرجات متفاوتة.
وقال إن الفقر والبطالة أكبر تحد يهدد الأوضاع في مثلث الساحل والصحراء، إضافة إنها خارج سيطرة الحكومات، مما يجعل من الصعب فرض سلطة القانون فيها، ويتيح للجماعات الإرهابية التي تتهج العنف والقتل حرية الحركة.
ونوه بخطورة سلاح الجهل، قائلا: "ينتشر الجهل بشكل أكثر في المناطق النائية، لذلك تركز الجماعات الإرهابية نشاطها ووجودها في تلك المناطق، وتحاول استقطاب الشباب وضمهم إلى صفوفهم من خلال التلاعب يعقولهم الهشة وتلقينهم الفكر الجهادي".
قوة الساحل
من ناحية أخرى أشارت دراسة أعدها مركز فاروس للدراسات الأفريقية إلى أن معظم الدول الأفريقية ذخرت أسلحتها مرسية التعاون الإقليمي والأفريقي في مكافحة الإرهاب، ففي منطقة الساحل والصحراء تم تدشين قوة الساحل في فبراير 2017 بين دول المنطقة الخمس “موريتانيا، بوركينافاسو، تشاد، مالي والنيجر”، وفي بحيرة تشاد تنشط جيوش تشاد ونيجيريا والكاميرون في محاربة بوكو حرام، وفي الصومال تنشط بعثة الاتحاد الأفريقي أميصوم في دعم عملية السلام ومكافحة الإرهاب.
الفقر والتهميش
وتابعت الدراسة أنه رغم تكثيف الدول الأفريقية اعتمادها على العنصر الأمني والعسكري في مكافحة الإرهاب، فإنه لم يسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب، فلا تزال حركة الشباب في الصومال تواصل نشاطها العملياتي في وسط الصومال.
فيما أصبحت الحركات المتطرفة في منطقة الساحل متناغمة بشكل كبير مع المجتمعات المحلية التي تعاني من الفقر والتهميش، وفي حوض بحيرة تشاد وشمال شرق نيجيريا تنشط حاليا ثلاثة تنظيمات إرهابية متطرفة وهو تنظيم بوكو حرام وتنظيم الدولة في غرب أفريقيا "ISWAP" وأخيرا تنظيم أنصار والموالي للقاعدة.
بوكو حرام
ولفتت الدراسة إلى أنه منذ نشاط عمليات بوكو حرام في عام 2009 ربطت العديد من التفسيرات والتحليلات حول انتشار الإرهاب في ولايات شمال شرق نيجيريا إلى حالة الفقر المدقع والتهميش الذي تعانيه ولايات بورنو وآداماوا ويوبي، إلا أن ثمة ولايات نيجيرية أخري لازالت تعاني انتشار الفقر مثل ولايات جومبي وباوتشي، فكلاهما ضمن أفقر عشر ولايات نيجيرية بالإضافة إلى احتلال غومبي المرتبة الثالثة من ناحية الفقر الشديد في البلاد.
وأوضحت الدراسة أنه رغم تشابه الظروف بين ولايتي جومبي وبورنو، إلا أن جومبي وباوتشي نجحتا في إحجام الظاهرة الإرهابية حيث لم تتعرض الولايتين لهجمات إرهابية سوي في عام 2010 ومن بعدها تمكنت إدارة الولايتين في التصدي للإرهاب مستغلين في ذلك الطابع المجتمعي والجغرافي للولايتين.
حدود رخوة
وأكد معهد الدراسات الأمنية في جنوب أفريقيا ولايتي جومبي وباوتشي نجحتا في استغلال موقعهما الجغرافي في تحجيم الظاهرة الإرهابية، فكلا الولايتان ليستا حودية كما هو الحال في بورونو وكانو وأداماوا على سبيل المثال، إذ سمحت الحدود الرخوة بين نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون في تسلل العناصر الإرهابية بحثا عن الملاذات الأمنة في بحيرة تشاد وتوريد الأسلحة والمؤن للجماعات الإرهابية.
ولفتت الدراسة إلى أنه ساهم الموقع الجغرافي للولايتين في التضييق على معاقل بوكو حرام في ولاية غومبي خاصة في غابات سامبيسا الممتدة بين غومبي وباوتشي وبورنو، ومؤخرا تركزت بوكو حرام وبقية الحركات في امتداد الغابة الواقع في ولاية بورنو مبتعدة عن الجزء الواقع في داخل ولاية جومبي.