أجندة الإخوان في زمن "ما بعد تركيا".. منصات تحريضية على مواقع السوشيال ميديا.. شركات إعلامية في لندن وعمق أوروبا وأسيا
في منتصف الشهر الماضي، وبعد سنوات من التوتر الحاد في الملف الليبي الذي وضع له الرئيس السيسي خطوطا حمراء، نجحت في حسم الأزمة المعقدة، تراجعت تركيا على أثر محاولات تقارب مع القاهرة، وأمرت القنوات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية في الخارج بمراجعة سياستها والالتزام بالمعايير التحريرية العالمية.
ثمن الإصلاح
تعرف تركيا أن إصلاح العلاقات المتوترة مع مصر كان يجب أن يسبقه أولا تقديم ما يفيد ذلك بعد أن فشلت محاولات الإعلام الموجه من الخارج في تهديد الأمن القومي المصري أو إحداث أي تأثير يذكر، لهذا طلبت من ثلاث قنوات تلفزيونية مقرها اسطنبول هي الشرق ومكملين ووطن، بالالتزام خلال تعاملها مع الأحداث المصرية.
اعترفت الجماعة وبعض كبار المحسوبين على شاكلة محمد ناصر بالتغيرات التي تجرى في المنطقة، وأقروا بالضغوط التركية والبحث عن بدائل خارجية ما يطرح السؤال.. ما هي وجهة الإخوان المقبلة بعد أسابيع من تلقى التعليمات الجديدة !
عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، قال إن قلق جماعة الإخوان من تغيير الخريطة السياسية بعد التفاهمات الجديدة مع مصر، فضلا عن تخوفها من إسقاط نظام الرئيس رجب أردوغان خلال السنوات المقبلة دفعها للتفكير في طرح مسارات بديلة.
لفت إلى أن تغيير الجماعة مستوى التمركز التنظيمي والسياسي والإعلامي من تركيا إلى عمق عدد من الدول الأوروبية والآسيوية وتأسيس منصات وقنوات تعبر عن خطابها الفكري وسياساتها العدائية ضد الدولة المصرية ومؤسساتها.
منصات جديدة
أضاف: خلال العام الأخير، أسست الجماعة فعلياً عدداً من المنصات والمواقع الإلكترونية البديلة من داخل لندن تحسباً لهذه الخطوة، فضلاً عن إطلاق نوافذ إعلامية على اليوتيوب وقنوات فضائية مثل قناة "الدعوة"، وقناة "ق"، التابعة لاتحاد علماء المسلمين، الواقع تحت إشرف يوسف القرضاوي.
استكمل فاروق: واكب ذلك تأسيس أيمن نور شركة إعلامية جديدة في لندن، تحت اسم "الشرق للخدمات الإعلامية بميزانية جديدة وتشرف عليها نهاية الطوبجي ـ إنجليزية من أصول فلسطينية ومعنية بمتابعة التمويلات اللازمة ـ وهذه الشركة والحديث لفاروق ستصبح بديلاً عن شركة "إنسان ميديا" المالكة لقناة الشرق التي تبث من داخل تركيا، والحاصلة على الترخيص من جمهورية سيشل الأفريقية.
لفت الباحث إلى أنه من المفترض إطلاق الشركة الجديدة، مجموعة من المنصات الإعلامية خلال المرحلة المقبلة، ومن شأنها توجيه الانتقادات للدولة المصرية والسعودية بما يحقق الحفاظ على المصالح السياسية لداعمي الجماعة ومموليها، على حد قوله.