رئيس التحرير
عصام كامل

من أفضل من قرأ القرآن الكريم من الصحابة؟

أفضل من قرأ القرآن
أفضل من قرأ القرآن الكريم من الصحابة
أُبيّ بن كعب هو الصحابي الجليل أُبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، كنّاه النبيّ عليه الصلاة والسلام بأبي المنذر، وكنّاه عمر بن الخطاب بأبي الطفيل، أما أمه فهي صهيلة بنت النجار، وقد أسلم مبكرًا، وشهد بيعة العقبة الثانية، وآخى الرسول عليه السلام بينه وبين الصحابي سعيد بن زيد بعد الهجرة، شهِد له الرسول عليه السلام بسعة العلم.


أبيّ بن كعب والقرآن
يعتبر الصحابيّ أبي بن كعب من أشهر كتّاب الوحي، وقراء القرآن الكريم وقد طلب منه الرسول عليه السلام أن يقرأ عليه القرآن، وإن دلّ ذلك على شيء فإنه يدل على رسوخ باعه رضي الله عنه في قراءة القرآن الكريم، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيه: (وأقرؤُهُمْ لِكتابِ اللهِ أُبَيُّ بنُ كعْبٍ).

وهو من أشهر الصحابة علمًا بكتاب الله تعالى، كونه من المقربين إلى النبي عليه السلام، وهذا ما جعله صاحب علمٍ بأسباب النزول، وعلوم القرآن المختلفة، كالمقدم والمؤخر والناسخ والمنسوخ، ونحوذلك، وقد كان من المكثرين في تفسير القرآن الكريم، فأتاح له فهمه للقرآن الكريم قدرة على تبيان معانيه وكشف أسراره، وقد تعددت الرواية عنه رضي الله عنه، ووضعت عليه كثير من الروايات التي لم تثبت عنه، وأصح الطرق إليه طريقان هما: طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيِّ رضي الله عنه، والثانية طريق وكيع عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الفضيل بن أبيّ بن كعب، عن أبيه.

صفات أبيّ بن كعب
كان أبيّ بن كعب رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية، حيث اشتعل الشيب فيهما، وقد كان مربوعًا ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان لونه يميل إلى السمرة، ومن خلُقه أنّه كان رجلًا سمحًا كريمًا، يألف ويُؤلف، جريئًا في الحق، متواضعًا، محافظًا على العهود، صادعًا بالحق، ينهى عن المنكر، في غير ترفع على أخوته المسلمين.

من أول من حفظ القرآن؟
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أول من حفظ القرآن الكريم، حيث كان جبريل -عليه السلام- يأتيه بالآيات فيستقبلها بشوق، وكان النبيّ -عليه السلام- يبدأ بحفظ تلك الآيات وفهمها، وقد كان -عليه السلام- حريصاً جداً على حفظها لحظة نزولها؛ فيبدأ بتكرارها بشدة وتركيز كبيرين خوف أن يسهو بها، حتى قال له -تعالى- مطمئناً إياه: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ).


وبعد أن يحفظها -عليه السلام- كان يتلوها على أصحابه بتمهّل حتى يسهل عليهم حفظها في صدورهم؛ فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أميّاً، وأرسله الله -تعالى- لقوم أكثرهم أميون، فقال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ).

وحفظه الكثير من الصحابة -رضوان الله عليه-، ومنهم الخلفاء الراشدين، وطلحة بن الزبير، وسعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وأبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وعمرو بن العاص -رضي الله عنهم- ومن النساء عائشة أم المؤمنين، وحفصة، وأم سلمة -رضي الله عنهنّ- وكل هؤلاء من المهاجرين.

أول من سمى كتاب الله بالمصحف
الصحابي الجليل أبو بكر الصدّيق أول من سمى كتاب الله بالمصحف، ويجدر بالذكر إلى أنّه لم يُعرف القرآن الكريم باسم المصحف في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنَّما جاءت هذه التّسمية عندما طلب أبو بكر الصديق من الصّحابي زيد بن حارثة -رضي الله عنهما- أن يجمع القرآن الكريم.

وقد ورد عن السّيوطي -رحمه الله- نقلاً عن ابن أشتة في كتاب المصاحف قوله: "لمّا جمعوا القرآن فكتبوه في الورق، قال أبو بكر الصدِّيق: التمسوا له اسمًا، فقال بعضهم: السِّفر*، وقال بعضهم: المصحف؛ فإن الحبشة* يسمّونه المُصحف، فكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسمَّاه بالمصحف".

ويظهر لنا من هذه الرواية أنَّ القرآن الكريم كُتب في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في صُحفٍ، ولكنَّها لم تُجمع إلا في زمن أبي بكرٍ الصدّيق، ولا يُفهم من هذا الكلام أنَّ الصُّحف لم تكن مُرتّبة حينها، فقد كان القرآن مكتوباً في عهد النبيّ على الجِلد، والرّقاع*، والأكتاف*، وغير ذلك، فأراد أبو بكر الصدّيق أن يكون جمعه للقرآن بغاية الدقّة والتثبّت، على أن يشتَمل على الأحرف السَّبعة* التي نزَل بها القرآن الكريم، ومن الخصائص التي تميَّز بها جمع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: الترتيب، والدِّقّة، وشدّة التحرّي.

ومما يؤكد أنَّ تسمية القرآن الكريم بالمُصحف لم تكن زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ أنَّه لم يثبت عنه أيّ حديثٍ أو روايةٍ أطلق فيها هذا اللفظ على القرآن، أمَّا عن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق؛ فلم يكن أول من جمع القرآن الكريم وسمّاه بالمصحف فحسب؛ بل كان أول من تولَّى الخلافة على المسلمين ووالده على قيد الحياة، وهو أول من تولَّى إمارة الحج، وكان يُفتي الناس في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الفرق بين القرآن والمصحف
هناك عدّة فروقٍ بين لفظ المُصحف ولفظ القرآن؛ منها أنَّ المُصحف يُطلق على المكتوب بين دفَّتي القرآن أو على الجلد والورق وغير ذلك، أمَّا القرآن فهو كلام الله -تعالى- المكتوب فيه، والمُصحف ما جُمع من الصحائف التي اشتملت على كلمات القرآن الكريم، أمَّا القرآن فهو الألفاظ والكلمات الواردة فيها.

تعريف المصحف
يُطلق لفظ المُصحف في اللّغة العربيَّة على ما يُجمع فيه الصُّحُف، ويتم اقتناء الصحف عادةً للكتابة عليها، وتتكون في الغالب من الجِّلد أو الورق، واللّفظ مأخوذٌ من الفعل أصْحف، ويَصِحُّ قول: مصحف؛ بضمِّ الميم أو كسرها، أمَّا في الاصطلاح الشرعيّ فهو مجموعةٌ من الصحائف التي دوِّن عليها القرآن الكريم بالهيئة التي نزل بها على النبي -صلى الله عليه وسلم- من الوحي جبريل -عليه السلام-، وتلقَّته عنه الأُمّة بالقَبول، وهو مرَتّب الآيات والسور.

ويضم القرآن الكريم الذي نزل في مدة ثلاث وعشرين سنة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم العديد من السور، وتختلف سور القرآن الكريم في تسمياتها وعدد آياتها التي يتحكم في طول الآية أو قصر الآية ، سور القرآن الكريم تختلف في مواضيعها عن السّور الأخرى،  وسميت سور القرآن الكريم بتسمية من الله عزّ وجلّ عندما كانت تنزل مع الوحي جبريل عليه السلام، ولعل اسم أو تسمية سور الكتاب الحكيم من خلال تحدثها عن قصة معينة أو تتحدث عن نبي معين أو تتحدث عن أمر معين أو حادثة نزلت فيها الآيات الكريمة وأخذت الإسم من مسماها و مثال على ذلك:

سورة البقرة سميت بسورة البقرة حيث تحدثت الآيات الكريمة عن شيء عظيم حدث مع قوم موسى عليه السلام عندما إختلفوا في أمر ما حيث أمرهم الله تعالى أن يذبحوا بقرة تدل على الشخص الذي قام بعملية قتل أحدهم .

سورة الإسراء وسميت بذلك نتيجة معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أسرى بعده من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في الليل أي سميت لحدث حدث مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام .

سورة يوسف وسورة محمد وسورة يونس وسورة هود وسورة إبراهيم نسبة إلى أنبياء الله تعالى حيث نزلت بما فيها تروي قصص الأنبياء عليهم السلام وما حدث معهم أثناء الدعوة وما واجهوه من ظلم وجور وعدوان من أقوامهم .

سورة الكهف نسبة إلى أصحاب الكهف الذين هربوا من قومهم ليختبؤوا في كهف يقصدون به وجه الله تعالى وضرب الله تعالى في سورة الكهف من الأمثال في الصبر على البلاء .

سميت بعض سور القرآن الكريم لما بدأت به أول آية مثل سورة ص بدأت بآية ص، وسورة النبأ ( عن النبأ العظيم ) سورة القارعة          (القارعة) ، سورة ق ، سورة الحاقة سميت السور نسبة بما أقسم الله تعالى به مثل سورة القلم أي أقسم الله تعالى بالقلم وسورة التين والشمس والنجم والفجر والضحى والليل .

سميت سور القران الكريم نسبة إلى ما وصف الله تعالى به نفسه مثل سورة غافر، الرحمن .

سميت نسبة إلى حيوانات عظيمة شاء الله تعالى أن يتحدث عنها مثل سورة الفيل وسورة النمل وسورة العنكبوت .

سميت سور القرآن الكريم نسبة لأسماء يوم لقيامة مثل الجاثية والتغابن والواقعة والتكوير والإنفطار والغاشية والقارعة .
الجريدة الرسمية