هل الداخلية بلطجية؟
يكفى لكى يجتمع اثنان على كره شخص أو مؤسسة أو كيان أن يقوم كل فرد بسرد تجربة شخصية مؤلمة تسبب فيها هذا الشخص أو هذا الكيان والعكس صحيح. فثورة 25 يناير كما نزعت الخوف من قلوب المصريين زرعت مفاهيم مغلوطة في عقولهم وتحول هذا اليوم الذي كان عيدًا للشرطة إلى يوم يجتر فيه بعض الثوار ذكرياتهم مع الشرطة ويزدادوا كرها لها.
والسؤال هنا هل من حق من يسمون أنفسهم ثوارا أن يلقوا العساكر وضباط الشرطة بالمولوتوف والحجارة ويقوموا بتكسير أرصفة الشوارع وربما لم يبدأ الثوار الحقيقيون في هذه الأفعال إلا بعدما استغل ثورتهم العارمة المستغلون وأشعلوها واندس اللصوص بينهم وسرقوا المحال وحرقوا سيارات الشرطة وتعدوا على ضباط وعساكر الشرطة والجيش وحكى لى صديق وهو ناشط سياسي أنه كان بنفسه يستفز ضباط وعساكر الشرطة إبان ثورة 25 يناير مع كثير من الثوار فإن استشهد أحد الضباط فلا عزاء له وأن قتل أحد المتظاهرين قامت الدنيا ولم تقعد وتاجروا بموته في كل وسائل الإعلام ونادوا بأن الداخلية بلطجية ويسقط حكم العسكر ويرددها وراءهم الكل.
وكل هذه المفاهيم كان الإخوان هم من روجوها لصالحهم ولم يشاهد الثوار ولم يتعاطفوا مع سحل الضباط والتمثيل بجثثهم وقتل رجال المرور العزل وحرق وتدمير أقسام الشرطة ومديريات الأمن وتكون الإجابة المستفزة هي رد فعل لما قدموه من إهانة للشعب وقمع لهم.
نعم هناك تجاوزات من بعض رجال الشرطة داخل الأقسام وهناك قمع وإهانة من رجال أمن الدولة كمثل أي مؤسسة في الدولة هناك فساد كبير نعانيه جميعًا فيا صديقى كلنا فاسدون وليس الحل في أن نُعدم جميعًا أو تكون الداخلية والنظام القديم وحده السبب في هذا الفساد فنحن جزء منه فقد توافقنا عليه من ستين عامًا مضت ولم أر البدء في التغير.
أنا أيضًا لى تجارب مؤلمة مازلت أتذكرها إلى الآن من بعض رجال الشرطة ولكننى لا أعمم فهى تجارب فردية فكل مؤسسة فيها الصالح والفاسد ولسنا كلنا ملائكة. فهناك داخل المستشفيات أطباء لا يراعون الله في المرضى وأساتذة في الجامعات والمدارس لايؤدون وظائفهم على أكمل وجه ويستغلون مناصبهم وليس معنى هذا أن نهدم الدولة على رءوسنا جميعًا ففى أي دولة في العالم وفى أكبر وأعتى الدول ستجد ربما أعظم مما نعانيه في مصر ولكنه النظام العام وتنفيذ القوانين أعطى لهذه الدول بريقها الذي نراه ولكن مازلت أقول إن مصر تتميز عن العالم أجمع بالأمن والأمان برغم ما يحدث فيها من إرهاب وعداء من الخونة في الداخل والخارج.
إن المصريين هم من يعملون في كل المؤسسات لا غيرهم هم أبناؤنا وبناتنا وآباؤنا وأخواتنا يجب أن نحترم القانون وخصوصًا قانون التظاهر الذي رفضه الخائنون لاستفزاز الشرطة والجيش لإشعال الفوضى في البلد فلا يخاف القانون ورجاله غير اللصوص فهل لكى نثور نهدم أم ننادى بنظام لماذا لا ننظر إلى اليابانيين في طريقتهم للتظاهر فنجدهم يتظاهرون وهم يعملون لا يعطلون المرور ولا سير العمل والإنتاج فلماذا لا نقلدهم فإذا أردنا الخير لمصر فيجب أن نأخذ من كل الدول تجاربهم الإنسانية ونضيف عليها عبقريتنا في فن إدارة أنفسنا ونتعلم كيف نمحو عشوائيتنا في كل نواحى حياتنا اليومية وما يسعدنى حقًا هو أننى أرى شبابا كثيرين تجمعوا من أجل البناء بناء الأمجاد وكثيرون في المقابل يريدون مجدا شخصيا زائل ولكن هي مصر ستشرق شمس الحرية التي ستحرق كل الديدان المخربة وتنبت ثمارها الطيبة لك الله يا مصر حماك الله ورعاك.