رئيس التحرير
عصام كامل

جماعات استفزاز صباحي!


هدف واحد قرب بين جماعتين تختلف منطلقاتهما ويري كل منهما أن وجوده مرتبط باختفاء الآخر، التقيا مؤخرا حول التشهير بالمرشح الرئاسي حمدين صباحي، ودفعه إلى الانسحاب من المعركة الانتخابية.


الأولى إصابها تقدم صباحي للترشح بصدمة عنيفة أفقدتها توازنها.. لأن وجود مرشح قوي حصل على ثقة خمسة ملايين ناخب في الانتخابات الرئاسية السابقة، يسقط حجة التيار المعادي بأن ما يجري على الساحة المصرية مجرد استفتاء نتائجه محسوبة من قبل.

إقدام صباحي على الترشح أبطل تلك المزاعم، وكشف عن دوافع الذين أطلقوها أمام العالم أجمع، ما عرضه للاستهداف من جانبهم لإثنائه عن مواصلة ترشحه.. واتبعوا معه أكثر من أسلوب للاقناع.

زعموا أنهم يشفقون عليه من أن يصبح مجرد ديكور فى مسرحية لا تليق بمكانته ودوره الوطنى للاشتراك فيها واسترجعوا تحالفهم القديم مع الرجل ونضالهما المشترك ضد نظام مبارك.. وخوضهما معارك انتخابية بقائمة موحدة.. حققت نتائج لصالح الطرفين حسب مزاعمهم.

وعندما لم تحدث الاستجابة المتوقعة من جانب صباحي، واستمر في منهجه المعلن الذي يدين الإرهاب والتطرف ويرفض التعاون مع الجماعة. ويدافع عن مدنية الدولة، اختلفت أساليب المواجهة وأصبح التشهير بصباحي الشغل الشاغل للجماعة.. والهجوم عليه أصبح مسوغا لاختيار من يشارك في برامج «الجزيرة» الحوارية.

وإذا كانت تلك الحملات السياسية والإعلامية من جانب جماعة لا تخفى مناهضتها لنظام الحكم في مصر وإفشال خطة الطريق لإثبات أن ما جري في يونيو انقلاب عسكري لا ثورة شعبية، تبدو مفهومة وهناك ما يبررها.. إلا أنها تصعب على الفهم عندما تصدر عن مجموعة تدعي أنها تنتمي إلى الثورة.. وتدعم انتخاب المشير السيسي للرئاسة، بينما تسعي في الوقت نفسه إلى استفزاز المرشح المنافس الذي يعطي لتلك الانتخابات مشروعيتها.. ويبعد عنها الاتهام بأنها استفتاء أو انتخابات المرشح الواحد..

وكأن تلك المجموعة تسير بوعي أو بدون وعي على خطي الجماعة المعادية.. وتسعي إلى تحقيق أهدافها في دفع صباحي إلى الانسحاب.

حرص صباحي منذ الإعلان عن رغبته للترشح.. على عدم الإساءة للمرشح المنافس.. بل اعترف بزعامته ومواقفه الوطنية بالانحياز للشعب وتحريره للوطن من حكم الجماعة الإرهابية.

وعندما نسب إليه الإدلاء بتصريح غير موفق يسىء إلى المشير نفي أن يكون مثل هذا التصريح صادر عنه وكان النفي يكفي لو حسنت النوايا. ولكن المجموعة التي تدعي أنها تدعم المشير، سعت للصيد في الماء العكر وإحداث الوقيعة بين مرشحين ينتميان إلى التيار المدني.

وربما يتوقع هؤلاء أنهم يقدمون خدمة جليلة للمشير بالهجوم غير المبرر على منافسه.. والحقيقة أنهم يساهمون في دفع المواطنين للتعاطف مع منافسه. وجاء الرد الرسمي من جانب حملة المشير قاطعا.. نرفض الهجوم الإعلامي  على حمدين صباحي.
الجريدة الرسمية