رئيس التحرير
عصام كامل

"كنترول الإخوان" يهدد بـ"نكسة الثانوية العامة".. تقرير أمني يكشف تسريب الامتحانات "على الطريقة الإسرائيلية".. جهات سيادية تحذر "أبو النصر" من رجال "غنيم".. ومواقع التواصل الاجتماعى أخطر وسائل الغش


في الأسبوع الثاني من يونيو 2013 خرجت قيادات وزارة التربية والتعليم لتؤكد أنها قررت مواجهة "إنفلونزا الغش" في امتحانات الثانوية العامة بـ" التكنولوجيا الحديثة".


الوزارة - وقتها- رفعت شعار "وداوني بالتي كانت هي الداء" وقررت شراء 1426 جهازًا حساسًا للكشف عن أجهزة المحمول والاتصالات الأخرى للحيلولة دون قيام الطلاب بالغش خلال الامتحانات، وذلك بتكلفة تقدر بمليون ونصف المليون جنيه، إلا أن امتحانات الثانوية العامة شهدت حالات للغش الجماعي عن طريق دوائر البلوتوث بأجهزة الاتصال، وكذلك حالات للغش بالمحمول.

"أجهزة التعليم الحساسة" لم تفلح في مواجهة الأساليب المبتكرة لـ"الغش".. فـ"فيس بوك".. ومن قبله "تويتر" كان لهما النصيب الأكبر في "تمرير وتسهيل وتسريب" الامتحانات أيضا، وفوجئت الوزارة بأن أوراق الامتحان يتم تداولها على مواقع "التواصل الاجتماعي" قبل بدء الامتحان، وبدأت - وقتها- في البحث والتنقيب لمعرفة "الجاني".. ورغم وصولها لـ"أطراف مؤامرة التسريب" إلا أن الأمور لم تتغير كثيرًا.. والمحصلة كانت "إهدار المال العام على الأجهزة الحساسة".


جهات سيادية تراقب امتحانات الثانوية
"ثانوية 2014".. المعركة الأشرس التي بدأت وزارة التربية والتعليم في الإعداد لها جيدا - حسب تصريحات وزيرها والذين معه، "الغش" لم يكن الأمر الوحيد الذي وضعت قيادات الوزارة على "طاولة المناقشات".. فقد خرجت خلال الأيام القليلة الماضية، تقارير من جهات سيادية، تحذر وتؤكد - في الوقت ذاته- أن "تسريب امتحانات 2014 " سيكون بـ"معرفة إخوان التعليم"، ليس هذا فحسب، ولكن التقارير ذاتها أكدت أن الجماعة خلال العام الماضي استطاعت فرض سيطرتها على "كنترولات الثانوية العامة"، عن طريق قرار وزير التربية والتعليم السابق الدكتور إبراهيم غنيم، الذي قرر استبعاد كل من أمضى 5 سنوات في العمل بالكنترول، وتسبب القرار في استبعاد 5 آلاف و519 عضوًا من أعضاء الكنترولات، من أجل تسكين العناصر التابعة للجماعة بتلك الأماكن، وهو القرار الذي ألغاه وزير التربية والتعليم الحالي، الدكتور محمود أبوالنصر.

"التسريب" على الطريقة الإسرائيلية 

وأكدت التقارير ذاتها أنه من المتوقع أن تعمل "الجماعة " على تنفيذ سيناريو "التسريب" لإحراج الحكومة وإجبارها على إلغاء الامتحانات، تماما كما حدث في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عقب نكسة 1967، حيث تمكن العدو الصهيوني من اختراق المطبعة السرية لوزارة التربية والتعليم وقتها، وأذاعت الإذاعة الإسرائيلية امتحانات الثانوية العامة، في محاولة منها لتوصيل رسالة إلى عبدالناصر مفادها أنهم قادرون على اختراق واحد من أهم ملفات الدولة، مما دفع الحكومة إلى إلغاء الامتحانات وقتها.

من جانبه قال وزير التربية والتعليم: الوزارة لا يمكنها الحكم على أي عنصر بانتمائه للجماعة الإرهابية من عدمه، وأن الأمر يخص الجهات الأمنية والرقابية وهي المنوط بها تحديد المنتمين فكريا للإخوان، موضحا اعتمدت على تلك الجهات في اعتماد اختيارات العاملين بالكنترولات بما يضمن خلوها من أي عناصر إخوانية.


رحلة "الورقة".. من "الهيئة الفنية" لـ" اللجنة " 

وفيما يتعلق بالمراحل التي تمر بها "ورقة الامتحان" بدءًا من "واضع النموذج" إلى أن تصل لـ"الطالب"، فإن مصادر داخل الوزارة أكدت أن المرحلة الأولى تبدأ من الهيئة الفنية لواضعي الأسئلة، وعادة ما يكون مستشار المادة على رأس الهيئة الخاصة بوضع أسئلة مادته، أو أحد الموجهين العموميين بمكتبه، وتضم الهيئة الخاصة بوضع الامتحان الواحد أكثر من عضو، وتضع كل هيئة ما بين امتحانين إلى ثلاثة الأول يكون أساسيا، والباقي احتياطيا تلجأ إليه الوزارة إذا حدث خلل ما، أو حدث تسريب للامتحان، قبل أن يصل إلى أيدي الطلاب في اللجان.

وأوضحت المصادر أن الامتحان هذا العام له خصوصيته، حيث تضع كل لجنة فنية امتحانا أساسيا وامتحانات احتياطية لطلاب النظام الحديث وتفعل نفس الشيء لطلاب النظام القديم، وعدد الطلاب على النظام الحديث نحو 450 ألف طالب، في حين أن عدد الطلاب على النظام القديم نحو 7 آلاف طالب، ونحو 40 ألفاً راسباً.


من "الخزنة السرية" لـ"المطبعة السرية"

وبعد وضع الامتحان والتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والنحوية، تعرض أوراق الأسئلة على عدد محدود للغاية من أعضاء لجنة الإدارة وتنظيم امتحانات الثانوية العامة، وتحفظ أوراق الأسئلة في خزانة سرية للغاية تتبع الإدارة العامة للامتحانات، وتخرج ورقة الأسئلة قبيل الموعد المحدد للامتحان بفترة وجيزة جدًا، وتنقل إلى المطبعة السرية، التي يوجد عليها نظام رقابي شديد جدًا، باعتبارها الأخطر في حلقات سير الامتحان لأن عملية طبع أوراق الأسئلة تتم داخلها، وتخرج منها في صناديق بالشمع الأحمر في حراسة قوات الشرطة لتوزيع الأسئلة على مراكز التوزيع بالمحافظات المختلفة بعيداً عن القاهرة والجيزة، وفي تلك الحلقة تكمن الخطورة، حسب قول المصادر، لأنه يمكن السطو على سيارات نقل الأسئلة أو تتبع خط سيرها منذ خروجها من المطبعة السرية وهي في طريقها إلى مراكز توزيع الأسئلة، ولذلك تشدد وزارة الداخلية التأمين على سيارات نقل الأسئلة.

وعادة ما يتم نقل الأسئلة إلى المحافظات القريبة من القاهرة بالسيارات في الساعات الأولى من الفجر، في حين يتم النقل إلى المحافظات البعيدة بالطائرات، وكانت الوزارة تلجأ في الأعوام السابقة إلى الطائرات المدنية بجانب الطيران الحربي لنقل الأسئلة إلى مراكز التوزيع بالمحافظات البعيدة إلا أنها قررت هذا العام الاعتماد على الطائرات الحربية فقط زيادة في الدواعي الأمنية.

تأمين المراكز.. وخطط "التعليم" البديلة

وكشفت المصادر أن "مراكز التوزيع" تعتبر الحلقة الأكثر خطورة في "سيناريو نقل الأسئلة"، حيث أكدت أن عددًا من تلك المراكز يظل الامتحان بها مدة أيام، قبل أن يخرج منها إلى لجان سير الامتحان، وذلك في المحافظات البعيدة عن القاهرة، وتلك المراكز عليها حراسة من الداخلية، ولكن في ظل الظروف الأمنية الحالية، ومحاولات الجماعة الإرهابية اقتحام عدد من المقرات والهيئات الحكومية المختلفة، فإن تلك المراكز في عدد من مناطق تمركز العناصر الإرهابية والمناطق الساخنة والتي تشهد توترات أمنية، وهو ما دفع وزير التربية والتعليم ليكشف عن اتجاه الوزارة لاستبدال مراكز توزيع الأسئلة التقليدية في المناطق الساخنة، بمراكز الشرطة والنقاط التابعة للقوات المسلحة باعتبار أنها أكثر أمناً ومن الصعب التفكير في اقتحامها.

" نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية