درس من عاهرات نيجيريا إلى الرئيس وإخوانه
"قطعنا عهدا على أنفسنا، ويجب الوفاء به"، هذه الجملة لم تأت فى سياق تصريح أو حديث لأىّ من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أو مندوبهم فى القصر الرئاسى، الدكتور محمد مرسى، الذين ينسبون أنفسهم إلى الإسلام زورا وبهتانا وإثما عظيما، بل جاءت فى سياق تصريحات صحفية للسيدة "جيسيكا إلفيس"، المدير التنفيذى لرابطة "عاهرات نيجيريا"، أمس.
كانت رابطة "عاهرات نيجيريا"، قد تعهدت فى وقت سابق بإهداء لاعبى المنتخب النيجيرى أسبوع جنس مجانا حال انتزاعهم لقب كأس الأمم الأفريقية، وعندما توّج النسور باللقب الأفريقى بعد فوزهم على "بوركينا فاسو"، لم تعمد الرابطة إلى الهروب من الوفاء بالعهد الذى قطعته على نفسها، بل سارعت بإرسال 113 عاهرة إلى جوهانسبرج التى استضافت البطولة ليستمتع بهن لاعبو بلادهن مجانا.
وفى تصريحات خاصة لموقع "أوسنديفيندر"، النيجيرى قالت "جيسكا": "الرابطة ستوفى بوعدها، لأنه لا يصح أن نخلف عهدا قطعناه على أنفسنا"، ثم استطردت: "كان لدينا خطة أولية لإرسال 500 عاهرة إلى جوهانسبرج ولكن حدثت بعض الأمور مع الرعاة فتم تخفيض العدد إلى 113، لأننا قطعنا عهدا على أنفسنا ويجب علينا الوفاء به".
وأنا بدورى، أهدى تصريحات كبيرة عاهرات نيجيريا إلى الدكتور محمد مرسى ومرشده الدكتور محمد بديع وإخوانهما، لعلهم يتعلمون منها قيمة الوفاء بالعهد، فما أكثر الوعود التى تعهد بها مرسى أمام المصريين بتنفيذها حال انتخابه رئيسا، ولم ينفذ منها شيئا، بل تنصل منها وأخرج لسانه للشعب.
"مرسى"، الذى تعهد بحلول سريعة لأزمات الوقود والخبز والنظافة وغيرها، لم يحقق منها شيئا واحدا، والأدهى من ذلك يتطاول هو وإخوانه على الشعب الذى يطالب بأبسط حقوقه، بل يمارسون ضده سياسات سلفه من الاعتقال والتعذيب والقتل.
كم أتمنى أن يتدارس "مرسى" ومرشده وجماعته، هذا السلوك النبيل لكبيرة عواهر نيجيريا ليدركوا قيمة أخلاقية رفيعة تتمثل فى الوفاء بالعهود، لأن عدم الوفاء بما يقطعه المرء على نفسه ليست رجولة ولا قوة ولا "إبداعا"، ولا "شطارة"، فكل عهد أبرمه الإنسان يجب عليه أداؤه؛ لأن إخلاف العهود من صفات المنافقين الذين ذمهم الله تعالى وذمهم رسوله الكريم.
ففى القرآن الكريم: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"،"إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ، وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ".
وفى الحديث القدسى، قال الله عز وجل: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بى ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره".
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: "أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا؛ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ".
فهل يتعلم الرئيس وإخوانه الدرس من عاهرات نيجيريا؟