رئيس التحرير
عصام كامل

إماراتيون لـ "فيتو": وساطة الأزهر تذيب جليد العلاقات بين البلدين.. والإخوان ليسوا مصر التى فى خاطرهم.. وموقف الطيب من نجاد يعيد العلاقات للإزدهار

منى البحر عضو المجلس
منى البحر عضو المجلس الوطنى الاتحادى بدولة الإمارات

رغم عدم الرضا الإماراتى على الحالة الثورية فى مصر، ورغم الضباب الذى يخيم على علاقات البلدين قبل وبعد زيارة أحمدى نجاد لمصر، إلا أن البعض اعتبر أن موقف شيخ الأزهر من الرئيس الإيرانى يمكن أن يكون مدخلًا لصفحة جديدة فى العلاقات، بل إن البعض طرح فكرة أن يقوم الأزهر بدور بين البلدين.


وقال الكاتب والمحلل السياسى الإماراتى، صقر بن زايد بن صقر آل نهيان: " لا يوجد خلاف بين بلادى ومصر، وإن الإخوان ليسوا مصر التى فى خاطر الإماراتيين".

وأضاف "آل نهيان"، ردًا على سؤال "فيتو" حول مدى إمكانية أن يقود الأزهر محاولات إذابة الجليد فى العلاقات بين مصر والإمارات بعد فترة الجمود الأخيرة؟: " مصر التاريخ والحضارة والثقافة وجميع رموزها دائمًا فى القلب للإمارات ولا خلاف معها".

ومن جهتها، أكدت الدكتورة منى البحر، عضو المجلس الوطنى الاتحادى بدولة الإمارات، أن بلادها ومصر ترتبطان بعلاقات حب واحترام وعلاقات مصاهرة ودم، موضحة أنها تمر عليها عوامل تعرية وجفاف لكنها تبقى صامدة، لأنها مرتبطة بجذور تاريخية، معتبرة أن موقف الأزهر الشريف من زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، قد يكون سبيلاً جديدًا لتقليل فعالية العوامل التى أثرت فى مسار العلاقات بين البلدين.

وقالت البحر لـ"فيتو": " منذ أربعة عشر قرنا أى منذ أن عرفت مصر الإسلام وهى تعتبر القلعة الحصينة لأهل السنة، ومنذ أن تأسس الأزهر الشريف كان ومازال منارة السنة، وبناء عليه فإن الموقف الذى اتخذه الأزهر من زيارة أحمدى نجاد ليس بغريب على هذه المؤسسة التى عرفت عبر التاريخ بمكانتها الإسلامية المهمة وبمواقفها الرصينة والقوية فى كل ما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية".

وأضافت البحر، أن موقف الأزهر الشريف من زيارة نجاد موقف عروبى يعبر عن مكانة مصر الحقيقية فى الوطن العربى ككل وهذا هو الوضع الطبيعى من وجهة نظرى لهذه الدولة العريقة التى كانت وما زالت تحتل مكانة الصدارة بكل ما تحمله هذه الكلمة من مسئوليات وواجبات وحقوق ومكانة قبل كل شىء، وإن لاحظنا اليوم شيئًا من الجنوح عن هذا الموقع، فهو جنوح طارئ لأن مصر لا يمكن أن تكون غير قلب العروبة النابض.

أما فيما يتعلق بدور الأزهر فى إعادة التقارب بين مصر والإمارات ودول الخليج بشكل عام، فتقول: "أود أن أنوه أنه لا جمود ولا فتور يمكن أن يغير العلاقة القوية بين مصر والإمارات، فبالرغم من الظروف الحالية الفاترة والمتوترة أحيانًا التى تمر بها العلاقات على المستوى السياسى، إلا أن قلوب الشعبين مازالت تنبض بالحب والود لبعضهما البعض.

وتابعت: "والتاريخ الذى بين الدولتين طويل حيث لعب المغفور له الشيخ زايد رحمة الله عليه دورًا كبيرًا فى تقوية ودعم جذوره ومدها لأبعاد لا حدود لها، فالإمارات لم ترتبط بمصر بعلاقة مصالح اقتصادية واستثمارات تجارية محدودة تنتهى بانتهاء الصفقة، بل إن العلاقة أبعد من ذلك بكثير.

وبدوره قال الدكتور فخرى رفاعة الطهطاوى، أستاذ العلوم السياسية، إن الدول الراسخة تعتمد فى علاقاتها الدولية على قوتين: القوة الصلبة"، "القوة الناعمة"، مشيرًا إلى أن دولة كمصر قوتها الصلبة محدودة جدًا، فى حين أن القوة الناعمة لا تتسنى لأى دولة أن تكون لديها، لأنها تتكون عبر مكونات عدة من بينها الزمن، التنوع، والتأثير، والتغيير، وهذه القوة الناعمة هى التى يجب التوسع فيها فهى لا تتكون لأى دولة ومن أهم عناصر تكونها فى مصر التاريخ والمصداقية، الثقافة، الفن، الإبداع، إضافة إلى اللغة.

ويضيف الطهطاوى، فى إجابته عن سؤال لـ "فيتو"، حول دور الأزهر فى رأب الصدع فى العلاقات بين دول مصر ودول الخليج عامة، والإمارات على وجه الخصوص، وذلك عقب الارتياح الكبير من جانبها لموقف الأزهر من زيارة نجاد، أن مصر لديها تنوع فى قوتها الناعمة وتأتى المؤسسة الدينية (الأزهر والكنيسة) ضمن هذه القوة، وأحد عواملها، ويمكن لـ"الإدارة المصرية" أن تستخدم هذا التنوع من أجل ترسيخ آفاق التعاون المشترك، وكانت الإدارة المصرية فى السابق تستخدم المؤسسة الدينية فى عدد من القضايا، منها على سبيل المثال الدور الذى لعبته الكنيسة المصرية فى السابق فى توطيد العلاقات مع "إثيوبيا"، بل وكانت الكنيسة الإثيوبية تابعة للمصرية، لكن سوء الإدارة فى مصر أخرجتها من عباءة الكنيسة المصرية، وحاليًا يمكن للإدارة إعادة العلاقات، ويمكن عبر الكنيسة أن تلعب دورًا مهمًا فيما يخص قضية مياه النيل".


الجريدة الرسمية