رئيس التحرير
عصام كامل

تصريحات "حمدين" قلة حيلة أم انتحار سياسي!


لا أعتقد أن "حمدين صباحي" قد فقد عقله.. فتصريحاته حول محاكمة السيسي وطنطاوي والمجلس العسكري السابق في " قعدة " ما يسمى "تيار الشراكة 25 يناير – 30 يونيو" والذي جرجره فيه الثوار إلى شر أعماله.. لم تكن سوى قلة حيلة.. وغباء سياسي بل انتحار سياسي!


حمدين ظهر على أنه شخص انتقامي يعيش الماضي أكثر من المستقبل.. يهدم أكثر مما يبني.. يفرق أكثر مما يجمع.. فبدلًا من أن يتحدث ويركز على برنامجه الانتخابي ورؤاه لجمع شمل الوطن وانتشاله من أزماته ومشاكله.. نراه يقدم الوعود تلو الوعود – في حال وصوله للرئاسة – للانتقام من هذا وذاك ومحاكمة فلان أو علان.. لقد وصلت بجاحته إلى حد محاكمة السيسي وطنطاوي وكل المجلس العسكري والرموز في جميع الأحداث التي شهدتها البلاد منذ ثورة 25 يناير !!

تصريحات حمدين تنم عن أنه بلا خبرة أو دراية أو مسئولية وكشفته وعرته أمام شعبه.. وأنه يغير مواقفه وآراءه السابقة وفق مصلحته!! حاول – كعادته – هو وحملته النيل من شخص السيسي.. ومؤسسة الجيش وجهاز الشرطة.. في الوقت الذي يغازل فيه جماعة الإخوان الإرهابية وما يسمى بتيار "الشراكة 25 يناير و30 يونيو " فهو يلعب بكل الأوراق لضمان الحصول على أصوات الإخوان ومن على شاكلتهم !!

أليس أمرًا غريبًا أن تدور مطالب شباب الثورة الذي التقى بهم حمدين صباحي كلها حول الماضي وليس المستقبل.. تدور حول تصفية الحسابات والانتقام من المجلس العسكري وبعض الرموز بدلا من التحدث عن إنقاذ الوطن مما هو فيه وكيف نحقق توافقا مجتمعيا جادا لننطلق إلى الأمام.. ونحقق مطالب الثورة.. !!

هل نسى حمدين وما يسمى بـتيار الشراكة أن هناك محاكمات تجري منذ ثورة 25 يناير ضد كل من ارتكب جرائم دم ونهب المال العام والإفساد السياسي !!

هل يتصورون أن وصولهم للسلطة يتم عبر المعارضة الصوتية والمظاهرات والصوت العالي والتهديد والوعيد.. لابد أن يعرفوا ويتعلموا أن الوصول إلى السلطة يتم فقط عبر المشاركة السياسية والدخول في سباق الانتخابات المحلية والبرلمانية، وهذا يتطلب تواجدا والتحاما مع مشاكل الناس والشارع.. وليس التواجد فقط في الفضائيات والمظاهرات!!

التغيير يا سادة يتم عبر السياسة.. والانتخابات والتشريعات والجهد والعمل والتنمية والفكر!! وتأكدوا يا من تطلقون على أنفسكم ثوار أن تهديدكم بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات هو نتيجة ضعفكم وعدم شعبيتكم وتقديركم للمسئولية.. وهنا لا يجب أن نظلم الآلاف من الشباب الطاهر بل الملايين الذين يحبون وطنهم ولن يتأخروا عن تأدية الواجب من أجل إنقاذ بلدهم من الفوضى والمؤامرات والقضاء على الإرهاب.. وتهيئة المناخ المناسب لانطلاقها وتقدمها.

وأقول لحمدين في النهاية هل نسيت أن الجيش هو من أزاح الإخوان.. هو من أنجح الثورتين.. هو من أنقذ البلاد من حرب أهلية هو من يخوض – ومعه الشرطة – أشرس معركة ضد الإرهاب؟

راجع عقلك يا حمدين.. وتأكد أن الشعب المصري العظيم يعرف جيدًا كيف يختار رئيسه القادم.. ويعرف من الصادق والغيور على وطنه.. ومن الخبيث الذي يتلاعب بالألفاظ والشعارات ويغازل من يخربون ويهدمون الوطن ويتآمرون عليه !! الوصول إلى سدة الرئاسة لا يكون على حساب الوطن يا حمدين.

ملحوظة: أكتب هذا الكلام رغم أن حملة حمدين نفت نية حمدين محاكمة السيسي.. بينما اليوم السابع أكدت صحته وأن لديها الأدلة التي تؤكد كل كلمة قالها حمدين أمام شباب متحمس إلى درجة التهور!

لا يبقى إلا أن أقول: عيب أن يحدث ذلك في هذا الوقت العصيب سواء كان من المرشح الرئاسي.. أو من يطلقون على أنفسهم ثوار!! مصر لا تتحمل تلك المهاترات الصبيانية.
الجريدة الرسمية