بالفيديو.. عنف الاحتلال بلغ ذروته بالمسجد الأقصى.. احتقان وغليان الفلسطينيين بسبب تعديات المتطرفين.. تقارير إسرائيلية تحذر من التصعيد.. التوتر يزيد في عيد الفصح.. ومخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة
حالة من الغليان تزداد يومًا بعد يوم لدى الفلسطينيين جراء تعديات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين على المسجد الأقصى المبارك، واقتحم مستوطنون يهود -صباح اليوم الثلاثاء- باحات الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
تكرار المواجهات
وجرى ذلك في مشهد تكرر كثيرًا في الأسابيع الأخيرة، رافقه اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية الحرم القدسي، وسط شن مواجهات عنيفة بينها وبين الشبان الفلسطينيين، المحتجين على دخول مجموعات يهودية متطرفة إلى الحرم، في المسجد الأقصى الذي يحتمي بداخله الفلسطينيون.
وبدورها، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن انشغال جهاز الأمن الإسرائيلي بتقييم المواجهات شبه اليومية في المسجد الأقصى وحالة الغليان بين الفلسطينيين ازداد، وبات يحذر من احتمال التصعيد في ظل تزايد محاولات جهات يهودية متطرفة الدخول إلى باحات الحرم القدسي.
واعتبرت صحيفة "هارتس" العبرية أن الخطر الأكبر للتدهور يكمن في الأحداث التي تجري على الأرض، ابتداءً من التوترات بين سكان المستوطنات المتطرفة مثل "يتسهار" وجيرانها في القرى الفلسطينية، وصولًا إلى الأوضاع في المسجد الأقصى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراعات على سيادة الأقصى شكلت -دائمًا- براميل البارود الرئيسية التي ساهمت في تعاظم التوتر بين اليهود والفلسطينيين؛ بداية من أحداث 1929، مرورًا بأحداث خريف 1990، وصولًا إلى الانتفاضة الثانية في 2000.
وذكرت الصحيفة أنه في كل مرة تقتحم فيها قوات الشرطة الحرم القدسي للاشتباك مع الشبان الفلسطينيين، تزج الشرطة بـ2000 شرطي على الأقل.
تصاعد التوتر
وقالت الصحيفة: إنه -خلال أسبوع عيد الفصح اليهودي، الذي انتهى الإثنين- تصاعد التوتر في الحرم القدسي ومحيطه، وأنه يبدو أن الظروف نضجت لاندلاع جولة عنف جديدة مرتبطة بالمكان، مشيرة إلى أن الشرارة الأولى للانتفاضة الثانية في عام 2000 انطلقت من الحرم القدسي نتيجة دخول أريئيل شارون، رئيس المعارضة الإسرائيلية حينذاك، إلى الحرم.
وأضافت الصحيفة أن حركات "الهيكل" اليهودية المتطرفة، التي يبلغ عددها قرابة 30 حركة وفقا للتقديرات، سجلت خلال عيد الفصح اليهودي الأخير "إنجازا غير مسبوق في إدخال موضوع تغيير الوضع القائم" في الحرم القدسي إلى قلب النقاش العام في إسرائيل، وجندت لهذا الغرض أعضاء كنيست ووزراء من حزب الليكود الحاكم وحزب "البيت اليهودي" الشريك في الائتلاف الحكومي.
وشددت على أنه ساهم في تصعيد التوتر الحالي في الحرم القدسي، اتساع دائرة الأشخاص الذين يصعدون إلى جبل الهيكل (أي الحرم)، من ثلة هامشية قبل عشر سنوات إلى حركة جماهيرية، وغالبيتهم يعتمرون القلنسوات المنسوجة في إشارة إلى أتباع التيار الصهيوني – الديني الاستيطاني.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بين الجهات اليهودية التي تدخل إلى الحرم القدسي قرابة 1000 جندي إسرائيلي يحضرون إلى المكان في إطار نشاط "ثقافة يوم الأحد" الذي ينظمه الجيش الإسرائيلي.
احتمالات التصعيد متاحة
وعلى خلفية الأزمة في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، اعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي في سياق التوتر في الحرم القدسي، وفقا للصحيفة، أن السلطة الفلسطينية "استسلمت لحضور حماس وجهات مقربة منها في الحرم، بعد أن شخصت حماس وجود إمكانية في المكان لإشعال فتيل انتفاضة في القدس الشرقية والضفة الغربية، فيما لا تزال تحافظ على وقف إطلاق النار مع إسرائيل عند الحدود مع قطاع غزة".
كذلك فإن استمرار اعتداءات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين وأملاكهم ومقدساتهم في الضفة يغذي احتمالات التصعيد، في موازاة وصول المفاوضات السياسية إلى طريق مسدود وتهديد القيادة الفلسطينية بحل السلطة الفلسطينية.