توفيق الحكيم يكتب: حواء.. أول صحفية مخبرة
تحت عنوان "الصحافة امرأة" نشرت مجلة نصف الدنيا عام 2000 مقال سابقًا للأديب توفيق الحكيم يقول فيه:
قال لى رئيس تحرير أخبار اليوم إن أنشط مراسل للجريدة في الخارج ليس رجلاً..بل امرأة...هي تلك الصحفية الأمريكية التي تمد الدار بأغلب ما يحدث في واشنطن.
لم يدهشنى هذا القول، فأنا أعتقد دائمًا أن المرأة أصلح من الرجل في الفرع الأهم من مهنة الصحافة..وهو استقاء الأخبار...فالصحفى فيما أعلم نوعان: محرر ومخبر، والمرأة في رأيى خلقت بطبعها "مخبرة" من الطراز الأول؛ فالمرأة مخبرة صحفية بالفطرة سواء عملت صحفية أو في بيتها، أليست "حواء" هي التي نقلت إلى "آدم" خبر التفاحة من إبليس، إنى اعتقد أن هذه الحادثة هي أول عمل صحفى منذ بدء الخليقة وبهذا تكون حواء هي أول صحفية مخبرة ظهرت في الكون قبل أن تخطر فكرة الصحافة على بال مخلوق.
إن الصحافة في دم المرأة..وهى عندما لا تجد خبرًا تنقله أو شخصًا تستجوبه تعمد إلى زوجها فتفضى إليه بكل ما سمعت في يومها وما رأت في نهارها.
أما إذا كان زوجها قادمًا من الخارج فإنها تستقبله بالسؤال تلو السؤال لتحصل على الخبر..وإذا لم يجد الزوج خبرًا يضطر المسكين أن يلفق لها خبرًا.
نعم إن الصحافة الإخبارية ميراث المرأة عن جدتها حواء، فلتهبط ميدانها إذا شاءت ولتقل من الأخبار ما أرادت..ولتستق من المصادر ما وجدت، ولن يعوزها اليوم أيضًا في الدنيا إبليس فإن محيط المجتمع من قومى وعالمى يعج ويضج بالأبالسة والشياطين بأحاديثها ومغرياتها.
ولعل ملايين السنين قد علمت المرأة الآن الحكمة..فلن تنقل "الخبر" الذي يخرج آدمها الجديد من الجنة.
أما إذا كان زوجها قادمًا من الخارج فإنها تستقبله بالسؤال تلو السؤال لتحصل على الخبر..وإذا لم يجد الزوج خبرًا يضطر المسكين أن يلفق لها خبرًا.
نعم إن الصحافة الإخبارية ميراث المرأة عن جدتها حواء، فلتهبط ميدانها إذا شاءت ولتقل من الأخبار ما أرادت..ولتستق من المصادر ما وجدت، ولن يعوزها اليوم أيضًا في الدنيا إبليس فإن محيط المجتمع من قومى وعالمى يعج ويضج بالأبالسة والشياطين بأحاديثها ومغرياتها.
ولعل ملايين السنين قد علمت المرأة الآن الحكمة..فلن تنقل "الخبر" الذي يخرج آدمها الجديد من الجنة.