رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تعجز عن حل «شفرة السيسي».. تقارير استخباراتية: «الموساد» فشل في تحديد توجهات «المشير» المستقبلية نحو تل أبيب.. و«الجنرال» يملك مهارة كبيرة في إخفاء نواي


مع تقدم المشير عبد الفتاح السيسي بأوراق ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية، اتسعت دائرة الاهتمام به في كل دول العالم، وعلى وجه الخصوص إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.


وكشفت مجموعة من التقارير الاستخباراتية المصرية عن العاصمة الإسرائيلية "تل أبيب" قامت بإجراء استطلاع سري للرأى للوقوف حول مدى شعبية المرشح الأكثر حظا للوصول إلى قصر الاتحادية، حيث تبين أن شعبية المشير مرتفعة للغاية في الأردن والخليج، غير أن ما استوقف الدوائر الإسرائيلية أنها كانت أكثر ارتفاعا في قطاع غزة والضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية بلبنان، فضلا عن فلسطيني المهجر بالولايات المتحدة، ولم تستبعد هذه الدوائر وجود ما وصفته بـ "تنظيم فلسطيني سري" يدعمه.

الموساد يعجز عن فك «شفرة السيسي»

ومن جانبه اعترف أشهر جهاز استخبارات بالدولة العبرية "موساد" بعجزه عن تحديد توجهات "السيسي" المستقبلية تجاه إسرائيل وطبيعة العلاقات معها ومدى إبقائه على معاهدة السلام بين البلدين كما هي الآن، أم سوف يستجيب للضغوط الشعبية التي تطالب بمراجعة الملاحق الأمنية للاتفاقية لإعادة نشر القوات المصرية بسيناء، فضلا عن مراجعة اتفاقية تصدير الغاز المصري إلى تل أبيب بأسعار متدنية والتي أبرمت قبل سنوات بعيدة خلال فترة تحالف مبارك مع الإسرائيليين الذين وصفوه بالكنز الإستراتيجي.

إخفاء نوايا المشير

ومن جانبها أرجعت التقارير الإسرائيلية أسباب صعوبة الوقوف على النوايا الحقيقية لوزير الدفاع المستقيل إلى طبيعته الحذرة حيث إنه "لديه قدرات تنظيمية، لافتة غير أنه يميل إلى مداراتها وراء ستار من التواضع"، كما وصفته بأنه "يملك مهارة كبيرة في إخفاء نواياه الحقيقية تجاه الآخرين سواء كانوا دولا أو أشخاصا" كما أكسبه عمله السابق مديرا للاستخبارات العسكرية الكثير من الحذر والغموض على نحو جعله بطيئا في اتخاذ القرار، لكنه يعرف كيف يتخذه في التوقيت المناسب مهما كان صعبا.

وهو ما يشير إلى أن أغلب التقارير الإسرائيلية تتفق مع ما أعلن عنه البروفسور الأمريكي روبرت سبرنج –الخبير في العلاقة بين الجيش والسياسة بمصر– من أن وزير الدفاع المستقيل عرف نقاط ضعف واشنطن بينما لم تعرف هي نقاط ضعفه، كما استوعب كيف تفكر الإدارة الأمريكية بينما "لم نعرف نحن كيف يفكر هو".

رسائل إسرائيلية لـ"مصر"

جدير بالذكر أن ما أعلنت عنه تل أبيب مؤخرا من أنها على استعداد للقيام بوساطة بين مصر وإثيوبيا لحل النزاع حول سد النهضة الذي تؤكد القاهرة أنه ينتقص من حصتها من مياه النيل، يبدو من خلاله أن إسرائيل أرادت أن تبعث بأكثر من رسالة للسيسي حال وصوله لكرسي الرئاسة.

ومن أبرز هذه الرسائل أن الدولة العبرية موجودة بقوة في منطقة أعالي النيل والقرن الأفريقي، وتستطيع أن تكون صديقا يؤدي خدمات جليلة لمصر أو عدوا يعبث بأكثر نقاطها ضعفا، وعلى الرئيس القادم للبلاد أن يحدد في أي الصورتين يريد أن يرى إسرائيل.
الجريدة الرسمية