رئيس التحرير
عصام كامل

سن ريكيو ودوره في تهذيب طقوس الشاي اليابانية


نشرت مجلة "نيبونيكا" الصادرة عن وزارة الخارجية اليابانية في عددها الخامس (رونق الشاي) موضوعًا تحت عنوان: "تشانويو: ثقافة الشاي في اليابان" توضح فيه دور خبير الشاي سن ريكيو ودوره في تهذيب طقوس الشاي:


بعد تدمير العاصمة كيوتو في حرب أونين، حملت طبقة التجار الأثرياء في أوساكا وساكاي لواء تراث طقوس الشاي، واستغل أفراد هذه الطبقة ثقافة الشاي التي كانت تحظى بتقدير كبير لدى أصحاب النفوذ من طبقة الساموراي للتواصل مع أصحاب السلطة الذين بدورهم استخدموا حفل الشاي لممارسة النفوذ السياسي.

وكانت الشخصية الأبرز في هذا المجال في ذلك الوقت هو سن ريكيو وهو خبير الشاي الذي كان يعمل لدى الأشخاص الأكثر نفوذًا في تلك الحقبة مثل أودا نوبوغانا وتويوتومي هيديوشي.

أسس ريكيو طقوس الشاي لتكون شكلًا فنيًا متكاملًا ذو تأثير كبير شمل الجوانب السياسية والاقتصادية في اليابان، وحرص على إبراز الأهمية السياسية لطقوس الشاي مع التفاني في السعي لتحقيق ما يسمى وابيتشا، وهو تهذيب طقوس الشاي لتشكيل فنًا خالصًا، إلا أن حياته انتهت بشكل مأساوي عندما أمره تويوتومي هيديوشي بالانتحار ضمن طقوس دينية على الرغم مما حظى به من منزلة رفيعة عنده لفترات طويلة.

كانت هذه المفاهيم الجمالية التي مات ريكيو من أجلها هي ما أكسبه المكانة الرفيعة ليحمل لقب "تشاسي" (قديس الشاي) من قبل أولئك الذين جاؤوا من بعده، وبعد وفاته واصل العديد من تلاميذه ممارسة وابيتشا، وتطوير المدارس الخاصة بهم لطقوس الشاي.

في النصف الأخير من القرن السابع عشر بدأت طقوس الشاي تنتشر بين عامة الناس، وفي تلك الفترة تم تهذيب عادات وتقاليد كل مدرسة من جيل إلى جيل، وفي هذا الوقت أيضًا ظهر مصطلح سادو (طرية الشاي).

في نهاية القرن التاسع عشر بدأ استخدام طقوس الشاي، كوسيلة لتدريس الأخلاق والأدبيات للشابات الصغيرات من طبقة الأثرياء وبدأ العائلات السياسية بجمع أدوات طقوس الشاي، مما أدى إلى رفع المكانة والقيمة الثقافية لطقوس الشاي باعتبارها طريقة لتمضية وقت الفراغ أو ممارسة الهوايات، وأصبح مفهوم تدريب الشابات الصغيرات على أدبيات طقوس الشاي شائعًا بشكل ملحوظ بعد الحرب العالمية الثانية.
الجريدة الرسمية