رئيس التحرير
عصام كامل

العائلات الارستقراطية والزهور اليابانية


ارتبطت العائلات الارستقراطية في اليابان بالزهور بشكل كبير، وكتبت مجلة "نيبونيكا" الصادرة عن وزارة الخارجية اليابانية في عددها الثاني (العيش مع الزهور) موضوعًا تحت عنوان: "اليابانيون والزهور" تقول فيه:


في القرن العاشر تقريبًا ازدهرت ثقافة الأرستقراطيين في العاصمة كيوتو ودخلت الزهور في الكثير من الحفلات السنوية المُقامة في القصر الإمبراطوري احتفالًا بتعاقب الزمن، وكان الأرستقراطيون يحتفلون بتغير المواسم فجعلوا الطبيعة والأزهار جزءًا لا يتجزأ من حياتهم في عصر "هيان" (794- 1185).

وكانت العائلات الارستقراطية تعيش في حجرات أرضيتها من الخشب وكانت الزهور توضع باحترام بجوار تماثيل ورسوم ترتبط بالديانة البوذية، أما الأزهار التي كانت توضع بغرض التأمل والإعجاب بجمالها فكانت تعرض في الشرفات بجوار الحديقة، والسبب في ذلك هو أن أبواب الحجرات كانت مصنوعة من الخشب فتحجب عنها الضوء الطبيعي فلم يكن هناك معنى لعرض الزهور الجميلة داخل المنزل.

وظل الأمر كذلك إلى أن تغيرت تصميمات الحجرات والعادات الثقافية لليابانيين عندما أفسحت الارستقراطية مكانًا لطبقة اجتماعية أخرى متصاعدة في القرون الوسطى وهي طبقة "الساموراي" أو المحاربين.

في خلال عصر "هيان" كانت الولائم والحفلات تُقام في منازل الكبار ويحضرها الضيوف من طبقات أقل، أما في مجتمع الساموراي الذي اكتسب أهمية كبيرة في القرن الخامس عشر تقريبًا فكان المحاربون من طبقات عالية يزورون أتباعهم من طبقة أقل منهم.

ولكي يرحب الأتباع بضيوفهم الموقرين أنشأوا في منازلهم حجرات استقبال تسمى "زاكيشي" بأرضية من حصير "التاتامي"، وتغير الباب الخشبي الذي يفصل الشرفة عن حجرة استقبال ليتحول إلى أبواب منزلقة واسعة من الورق تسمح بمرور الضوء للحجرة حتى وهي مقفلة.

من التطورات أيضًا التي ظهرت في الحجرة وجود ركن ديكور اسمه "أوشي- إيتا" يقوم بدور ركن "توكونوما" الذي نراه حاليًا وهو ركن مخصص لعرض قطعة خزفية تكون في العادة عبارة عن إناء زهور، وبدلًا من صورة دينية بوذية أصبحت الحجرة الجديدة تعرض مثلًا لوحة معلقة مرسومة من الطراز الصيني وتحتها أعمال فنية مثل إناء زهور ومبخرة وشمعدان.

وبحلول نهاية القرن الخامس عشر أصبح الديكور المختار يشمل أيضًا الزهور والأشياء المجلوبة من الخارج، وأصبح فن زخرفة الركن بهذا الشكل يعرف باسم "زاشيكي كازاري" أو زخرفة حجرة الاستقبال، وأصبحت الورود توضع في أواني الزهور كعلامة ترحيب للزوار المحترمين وشكل زخرفي في حد ذاته.
الجريدة الرسمية