الجارديان: تقرير دولي عن «النهضة» يشعل الحرب بين مصر وإثيوبيا.. المشروع يقلل قدرة السد العالي على إنتاج الكهرباء بنسبة 6%.. باحثة: مصر سعت لإبقاء التقرير سريًا.. والسد يزيد من حصة دول المصب
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن تسريب محتوى تقرير دولي بشأن تأثيرات سد النهضة الإثيوبى على مصر على المدى الطويل من قبل "المؤسسة الدولية للأنهار" ـ وهي مؤسسة مستقلة تدشن حملات ضد بناء السدود بالعالم، حوّل الصراع المصرى الإثيوبى إلى منعطف جديد.
وأشارت الصحيفة إلى أن محتويات هذا التقرير ظلت سرية لأكثر من عام مضى ليصبح التقرير أحدث سبب لاشتعال الحرب الكلامية مؤخرا بين مصر وإثيوبيا.
ودعت المؤسسة العالمية إلى وقف بناء السد فيما اتهمها المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية بالتحيز، وأنها جزء من حملة تشويه أسستها مصر لوقف بناء السد والذي يستمر حتى الآن العمل فيه على قدم وساق.
وأكدت الجارديان أن التقرير معقد وأنه لم يحدد بالضبط التأثير المتوقع من بناء السد على حصة مصر من المياه، كما أن النتائج التي يتضمنها مثيرة للقلق إذ تتضمن انخفاض قدرة السد العالي على إنتاج الكهرباء بنسبة 6% وهو ما يؤثر بشكل كبير على إنتاج مصر من الكهرباء بالإضافة للتأثير على حصتها من المياه على المدى الطويل.
واستندت المؤسسة التي سربت التقرير في رفضها للسد على عدم اتخاذ إثيوبيا أية احتياطات لتجنب الآثار التي ستحدث حال انهيار السد.
على النقيض قالت الدكتورة آنا كاسكوا الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي للمياه إن مصر هي من سعت لإبقاء التقرير سريًا، وترى أن نتائج الدراسة مبشرة إلى حد كبير ولذلك لم ترد مصر نشر التقرير موضحة أن المشكلات تكمن في التأثير البيئي والاجتماعي للسد فقط لكن آثاره على دول المصب وسلامته فإن التقرير إيجابي جدًا.
وأوضحت الباحثة أنه في حالة انهيار السد أو حدوث أية مشاكل تقنية به فإن السودان سيكون أول من يدفع ثمن ذلك مؤكدة على ارتضاء الدولة لبناء السد واستكمال المشروع مشيرة لأن "النهضة" سيتسبب في الحفاظ على تدفق نهر النيل وفقا لكم الأمطار موضحة أن مصالح مصر وإثيوبيا تتلاقى في الواقع لأن إثيوبيا ستعمل على تدفق المياه من السد بشكل كبير من أجل توليد الكهرباء.
وأكدت كاسكوا أن موقف السودان من بناء السد الإثيوبي يؤكد أنه هو في صالحها لأنه سيمكنها من زيادة حصتها بالمياه مقارنة بما كانت تحصل عليه بموجب اتفاقية 1959 داعية مصر لحذو حذو السودان من ناحية موقفها من السد وهو ما سيقودها لحل وسط للأزمة قبل فوات الأوان.