ازدواجية نفوس وعقول الإرهابيين
دُعيت إلى مؤتمر في فندق سفير بعنوان مكافحة الإرهاب وجاء كل المحاضرين ينبذون العنف وكان بينهم الطبيب ناجح إبراهيم والأستاذ أمل عبد الوهاب وغيرهما والجميع كان وما زالوا ينتمون إلى جماعة الإخوان وأذرعها من الجماعات الإرهابية ولهم تاريخ دموى في الإرهاب وزهقت أرواح الأبرياء على أيديهم وقد قضى أمل عبد الوهاب تسعة عشر عامًا في السجن وخرج ولم يعتذر أو يندم على ما فعل ولكنه إبان حكم الإخوان حضر المؤتمر الذي عقد في الاستاد الذي كان ينادى بالجهاد في سوريا وكل هذا مسجل ومعروف.
ولم تكن المرة الأولى التي يحاول فيها الإرهاب تجميل صورته من أجل استقطاب مناصريه الذين انفصلوا عنه ونبذوه ويتمثل الإرهاب بالطبع في صورة جماعة الإخوان.
وظهر جهادى من سيناء في مؤتمر فندق سفير ليقولها صريحة إنه لابد من لم الشمل بالتصالح مع الإخوان حتى مع الذين ثبت أن أيديهم ملطخة بالدماء.
وكل المنظمين كانوا متفقين فيما سيعرضونه أمام الميديا فهى البطل في المؤتمر ورفضوا المداخلات حتى لا يفتضح أمرهم.. فكنا وسط الحاضرين معروفين لأنهم قد رأوا معارضتنا على وجوهنا.. ماذا يريد الإخوان؟! إنهم يفعلون الشىء ونقيضه في آن واحد.. يفعلون الإرهاب في أقبح صوره في الشارع المصرى وهناك من يدعون بأنهم انشقوا عن جماعة الإخوان ويرفضون الإرهاب ويعقدون المؤتمرات حتى يتم انتخابهم من جديد وإدخالهم في الحياة السياسية.. ويتزامن هذا مع من يدافع عن الإخوان ويدعى بأنه لم يثبت عليهم فعل الإرهاب.
فكل ما يريدونه هو الفوضى السياسية ونشر غبار الكذب والتشكيك وحملات التشويه.. وبجوار كل هذا يظهرون كأنهم الملائكة وينفضون عنهم كل ما نراه من إرهاب في الجامعات وفى الشوارع وكأننا لا نرى ولا نفكر.. ووصلت بهم البجاحة لترشيح أحدهم للرئاسة ويدير حملته وهو في تركيا منبع الإرهاب وتمولها قطر ممولة الإرهاب.. ويتكلم عن لم الشمل ونبذ العنف.. شىء مضحك فعلًا.. فإن كانوا يصدقون أنفسهم فهم مرضى نفسيون بالفعل.. وإن كانوا يعرفون الحقائق التي نراها فهم أغبياء ولن يسير وراءهم غير المعتوهين.
ومن المضحك في المؤتمر بجانب أن أحدًا لم يعتذر عن ما فعله من إرهاب خلال تاريخة الدموى جاء كل منهم واعتلى المنصة وبدأ يخطب فينا عن عظمة الإسلام وكيف أن الإسلام ينبذ العنف.. وجاء بالقصص القرآنية والأحاديث.. وكأن لسان حاله يقول إن الإسلام عظيم ولكن نحن الإرهابيين فلا تظلموا الإسلام بأفعالنا.. ولكنه لم يقل هذا صراحة ولم يقصدها ولو كان لكان بالأحرى أن يعتذر عن كل ما اقترفه في شبابه ودخل بسببه السجن كما فعلها الشيخ نبيل نعيم وصديقى الشيخ صبرة القاسمى.
ورأيت في المؤتمر الإخوان حينما يجمعهم مكان.. فتجدهم يتعالون ويتكبرون على من لا ينتمى إلى جماعتهم ويتجاهلون وجوهنا رغم تصدمنا بهم في كثير من المؤتمرات.. ولكن هذا إن دل على شىء فإنما يدل على ضيق أفقهم وملىء الحقد قلوبهم.. وبعدهم تمامًا عن دين الإسلام الذي نعرفه.. فهم يكذبون ويقولون ما لا يفعلون وينصحون بما ليس في نيتهم.. يعيشون في ازدواجية خلقت منهم مرضى نفسيين يحتاجون العلاج.. ومرضهم ليس له علاج.. لك الله يا مصر.