رئيس التحرير
عصام كامل

مغزى الهرولة للحوار مع نور !


أغلب أعداء الوطن تراجعوا عن الادعاء بأن ما جرى في مصر انقلاب عسكري.. واعترفوا بأنها ثورة حقيقية شارك بها ملايين المصريين بتأييد من قواتهم المسلحة من أجل تحرير الوطن من حكم الإخوان.. الذين اعتقدوا أنهم سيحكمون مصر إلى الأبد. وعندما عزل رئيسهم.. فقدوا الصواب.. قتلوا ودمروا وأحرقوا.. وتآمروا تساندهم دول لا تريد لمصر الاستقرار.. وجهات أجنبية ارتبطت مصالحها باستمرار الجماعة في الحكم.. وعدد من المصريين غير المحسوبين على الإخوان لإشاعة أن المعارضة لا تقتصر عليهم.. إنما تمتد إلى فئات أوسع تنتمي إلى التيار الليبرالي تتعرض إلى الاضطهاد والمطاردة من جانب الأمن ما اضطرها إلى مغادرة البلاد للنضال من الخارج..
 
وكان الهارب أيمن نور أبرز الذين تم استخدامهم من جانب الجماعة التي فتحت أمامه أبواب دولة قطر وإعلام الجزيرة ليهاجم ثورة مصر بلا هوادة ولم يكن احتفاء قطر بالهارب أمرًا مستغربا.. فهي لا تخفي العداء لمصر وتستضيف الإرهابيين الذين ارتكبوا العديد من الجرائم وترفض تسليمهم ليحاكموا على الأرض المصرية.

إنما الغريب والذي يصعب فهمه يتمثل في هرولة الإعلاميين المصريين للحج إلى بيروت ليحظوا بشرف مقابلة الزعيم أيمن نور وليطمئنوا الشعب المصري على صحته الغالية وأنه يواصل النضال عبر فضائيات الجزيرة ومن مقاهي الروشة في بيروت ويشارك بفاعلية في المؤتمرات التي يعقدها التنظيم الدولي للإخوان.. وهي جهود جبارة لا يمكن القيام بها من داخل مصر.

وعندما يكشف النائب العام عن أكاذيب الهارب ويعلن أنه ليس مطلوبا في أي قضية ولا يوجد أي مانع من عودته إلى مصر.

وعندما يواجه نور بأن مئات المعارضين للنظام يعلنون عن آرائهم بكل حرية.. ويعقدون المؤتمرات ويتحدثون إلى الصحافة المحلية والعالمية دون أن يجدوا من يتعرض لهم.. يرد بأنه سيقرر العودة بعد الانتخابات الرئاسية وربما البرلمانية أيضا لأنه لا يريد أن يكون طرفا في دم يسيل!

والحقيقة أن الإعلاميين الذين حصلوا على السبق الإعلامي والحوار مع الهارب.. لم يقصروا في تبييض وجهه وتقديمه إلى المشاهدين بصورة جديدة تماما تكاد تنسيهم نصائحه الكارثية إلى رئيسه الإخواني لحل أزمة سد النهضة وقد أذيع على القنوات الفضائية مباشرة ليكشف مستوى من اختارهم مرسي للاستنارة بآرائهم.. ولن ننسى نفاق الهارب لرئيسه والحديث عن أهمية أن يكون الرئيس مهندسا. منح الإعلاميون الهارب فرصة الهجوم على المشير السيسي واعتباره مرشح «الرفاهية» واعترف أنني عجزت عن إدراك هذا الوصف كما وصفه بأنه جزء من الأزمة وليس من الحل وأن ما جري في مصر يوم ٣ يوليو انقلاب عسكري وأن السيسي «حالة» صنعتها أجهزة الإعلام وأن الإعلام يتكلم بصوت واحد.. وأن عدد المعتقلين تجاوز ٢٠ ألف معتقل..و..و..و..و وأنه لن يعطي صوته للمشير السيسي.. وأعتقد أن هذا وحده كفيل بفوز الرجل!

تهانينا للإعلاميين الذين أعطوا للهارب فرصة ثمينة للهجوم على مصر.
الجريدة الرسمية