رئيس التحرير
عصام كامل

شبح "التطبيع مع إسرائيل" يهدد معرض فلسطين للكتاب


ما زال هناك رفض وتصد لأي محاولات للتطبيع مع إسرائيل، كونها العدو الأول للمنطقة العربية، خاصة في ظل ممارساتها الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني، لكن خيم شبح التطبيع هذه المرة على عرس ثقافي كبير، وهو معرض فلسطين الدولي للكتاب، وكان على وشك إفساد الحدث الثقافي الأهم.


فكان من المقرر استضافة فرقة كاتاك الهندية للرقص الكلاسيكي لتقديم عرضين لها ضمن الفعاليات الثقافية المساندة لمعرض فلسطين للكتاب، في بيت لحم ورام الله، ووافقت وزارة الثقافة على المقترح الذي قدم من الفرقة، غير أن إقامة احتفال للجالية الهندية في (تل أبيب) من قبل السفارة الهندية، أثار غضب مسئولي المعرض الذين تقدموا بالاعتذار عن استضافة عروض هذه الفرقة ضمن فعاليات معرض الكتاب.

لكن بعد توضيح مسئولي الفرقة الهندية في رام الله أن العرض الفني الذي قدم في تل أبيب لم يكن بالتنسيق مع أي جهة حكومية أو غير حكومية إسرائيلية، وراجعت وزارة الثقافة الفلسطينية موقفها، وتبين لها أن دور الفرقة الفني في جولتها لا يندرج في إطار التعريف الوطني والثقافي للتطبيع، مما دعا إلى استئناف البرنامج الفني للفرقة بإقامة عرض فني أول أمس السبت، في مسرح القصبة في رام الله بحضور رئيس ديوان الرئاسة ومحافظي رام الله والبيرة وأريحا والسفير الهندي في فلسطين وعدد من كبار المسئولين الرسميين والثقافيين وحشد من الحضور، وعند بدء الحفل فوجئ الجميع بمجموعة من الحضور تقف لتحتج على إقامة هذا العرض بحجة أنه يندرج في إطار التطبيع، والمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل.

وقد أتيحت الفرصة لأحدهم التعبير لمدة عشرين دقيقة عن أسباب معارضته إقامة العرض، دون تدخل أو منع أو قمع، غير أنه بدأ ومن معه بتوجيه الشتائم للحضور الرسميين وتحريض الجمهور على المغادرة فورًا، وقد وصل الأمر إلى الاعتداء على عدد من الحضور بالضرب والشتائم، رغم المناشدة المتكررة من قبل الحضور الرسمي وعريف الحفل بالتزام الهدوء وضرورة التعبير عن الرأي بطريقة ديمقراطية وحضارية دون اللجوء إلى التحريض والشتائم والعنف، إلا أنهم استمروا بكيل الاتهامات واللجوء إلى العنف ضد الحضور، مما اقتضى التدخل لإخراجهم من قاعة العرض.

من جانبها أكدت وزارة الثقافة الفلسطينية حق كل مواطن في التعبير عن رأيه بحرية ضمن إطار الديمقراطية التي يكفلها ويحفظها له القانون، لكنها تعبر في ذات الوقت عن استهجانها من قيام عدد من المحتجين بالتشويش ومحاولة إلغاء العرض بالقوة والتهديد والاعتداء على عدد من الحضور الرافضين لهذا الأسلوب من الاحتجاج.
الجريدة الرسمية