رئيس التحرير
عصام كامل

تراتيل أسبوع الآلام تغيب عن الكنائس التي طالتها يد الإخوان


ترانيم وألحان حزينة وأوشحت سوداء تكسوا الكنائس القبطية الأرثوذكسية، تذكارًا لآلام المسيح، حيث تبدل ستائر الهياكل الحمراء (مذابح الكنائس) بأخري سوداء إلى جانب وضع إشارات السوادء لتملئ أعمدة الكنائس.


فإنه الأسبوع المقدس، أسبوع الآلام، وفقًا للديانة المسيحية لما يحمل من تذكار لآلام المسيح، وكذلك لتعدد الصلوات والتسابيح فيه من "بصخة مقدسة" وغيرها؛ وإنما هناك كنائس عدة لن تشهد تلك المحافل استعدادًا لاستقبال عيد القيامة، ليس لغياب الرعاة "الكهنة" أو الرعية، وإنما لغياب الكنيسة نفسهاـــ مبنى الكنيسة.

وتعيدنا الذاكرة لما جرى في14 أغسطس العام المنصرم، نارًا تأكل حطام وأناس يهدمون وآخرون ينهبون الكنائس، وذلك على خلفية فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة التي كان يقودهم الإخوان متشدقين بالشرعية التي أزاحتها شرعية الشعب في ثورة يونيو.

ومما نجم عنها قرابة 83 كنيسة منها المحترق والمنهدم والذي أصبح أطلال، مما يزيد على أبناء تلك الكنائس ألم وضيق نظرًا لقضاء الأعياد خارج أسوار كنائسهم التي باتت سكنه للذكريات والاعتداءات.

فهناك من يصرّ أن يصلي بكنيسته على ما تبقى من أسوار وحطام، ومنهم من لجأ إلى كنائس مجاورة أو قاعات مأجرة ليقيم فيها شعائر الصلـاة، ولن يغفل على أحد أن شعوب تلك الكنائس قابلوا تلك الاعتداءات بهدوء والتي وصفها الكثير بأن الكنائس كانت قربان للحرية.

وكما تركت تلك الاعتداءات أثار على الحوائط والمباني ترك أيضًا تخوفات لدى البعض من تكرارها، ورسخت بأن تهدم الكنائس وتبقي مصر إعلاءً للوطنية.

وراحت "فيتو" لترصد ما يدور حول الكنائس التي وعدت المؤسسة العسكرية بترميمها وإعادتها إلى وضعها الطبيعي وإن كان هناك ما لا يعود من كنائس أثرية مثل دير العذراء بدلجا، وغيرها.

وقال الأب أيوب يوسف راعي كنيسة مارجرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا، التي تعرضت للحرق والنهب بيد أنصار الإرهابية في 14 أغسطس الماضي عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة: إن شعب الكنيسة يواظب على حضور الصلوات رغم ما يتعرض له من إهانات حالة عبور في شوارع دلجا من أتباع المعزول.

وأضاف "يوسف" لــ"فيتو": إنهم يصلون في الكنيسة وسط حطامها؛ نظرًا لعدم ترميمها حتى الآن؛ لأنها تأتي في المرحلة الثانية من أعمال الترميم التي تشرف عليها القوات المسلحة.

وأوضح أن الجهات الأمنية طالبت الكنيسة بجدول يضم مواعيد صلوات البصخة المقدسة (الصلوات الليلية ــــ خلال أسبوع الآلام)، ومواعيد احتفالات العيد لتوفير التأمين اللازم.

وأردف: إن أنصار الإرهابية يحاولوا الخروج في تظاهرات ولكن الأمن يعرقلهم بعض الشيء، فضلًا عن محاولات أنصار المعزول استفزاز المسيحيين والتطاول اللفظي عليهم وعمليات الاختطاف وطلب الإتاوات، مؤكدًا أن تلك الاضطهادات تزيد من قوة الكنيسة في الصلوات وزيادة أعداد المتوافدين عليها.

ومن جهته أكد القمص بيشوي تقاوي، راعي كنيسة مارجرجس بمطرانية سوهاج للأقباط الأرثوذكس، أن الكنيسة تخضع لعملية الترميم والتجديد بعدما تعرضت للاعتداءات على يد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في 14 أغسطس من العام الماضي، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة.

وقال تقاوي، في تصريح خاص لـ"فيتو": إن أبناء الكنيسة يقيمون صلواتهم بكنيسة العذراء والأنبا إبرام بالمطرانية أيضًا، لحين انتهاء العمل بترميم كنيسة مارجرجس والمقرر إنهاء 90% منها، الخميس المقبل، وسيقام بها صلوات خميس العهد.

وأضاف أنه رغم تعرض الكنيسة للاعتداء للمرة الأولى في تاريخ المطرانية على يد الإخوان، إلا أن تلك الأمور لن تعيق فرحة الأقباط بالأعياد، معربًا عن تمنيه أن يعم السـلام مصر كلها.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية في كل الأعياد يكون لديهم جدول بمواعيد الصلوات والاحتفالات للتأمين، مضيفًا: "اليوم كان احتفالات أحد الشعانين لم يكن التأمين كثيفًا وإنما كان موجودا".

وفي ذات السياق قال القس هاني جاك، راعي الكنيسة الإنجيلية في بني مزار بالمنيا، والتي تعرضت للتدمير على يد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في أغسطس من العام الماضي: إن أبناء الكنيسة يقيمون الصلوات في قاعة صغيرة بجوار الكنيسة التي هدمت بيد الإرهابيين.

وأكد جاك لـ"فيتو"، أن الأقباط يتوافدون للصلاة داخل القاعة رغم صغرها، ولكن جميع المصلين دائمو التوافد للصلاة، رغم الغياب الأمني عن محيط الكنيسة والقاعة.

وأوضح أن أعمال الترميمات وإعادة التشييد في الكنيسة تبدأ يوليو المقبل، تزامنا مع عمل الإدارة الهندسية التابعة للقوات المسلحة بالمرحلة الثانية لإعادة ترميم الكنائس التي هدمت بيد الإرهاب.

وأشار إلى أنه لم يعتد التواصل مع الأجهزة الأمنية لتوفير تأمين للكنائس خلال الأعياد أو غيره، وإنما الأجهزة الأمنية بدورها تقوم بالتأمين.
الجريدة الرسمية