جفاف النهر وانتشار الأمراض المعدية، دراسة تكشف أضرار كارثية لسد النهضة
سد النهضة، كشف الباحث بالشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن دراسة سودانية تظهر الأثار الكارثية لسد النهضة الإثيوبي على السودان، حيث توقعت الدراسة التي أجرتها جامعة الخرطوم أن يخلف بناء وتشغيل سد النهضة آثارًا بيئية واجتماعية واقتصادية كبيرة على السودان.
التأثير الكارثي لسد النهضة
وأكدت دراسة جامعة الخرطوم، التي أعدها المدير العام لمؤسسة جامعة الخرطوم نادر حسنين، أن سد النهضة سيؤثر على منطقة جغرافية تبدأ من الحدود مع إثيوبيا باتجاه مجرى نهر النيل حتى الحدود مع مصر. كما أن لهذه المنطقة بعدًا أفقيًا يشمل سهل الفيضان للنيل الأزرق وروافده، وكذلك نهر النيل. ويبدأ البعد الزمني بمرحلة البناء ويستمر بمرحلتي الملء والتشغيل.
وقال هاني إبراهيم عن دراسة جامعة الخرطوم، التي أظهرت التأثير الكارثي لسد النهضة "كان في دراسة من جامعة الخرطوم لدراسة آثار سد الكارثة الإثيوبي ولم تكتمل وكانت ملامح الأثر البيئي كما ذكرها مدير الهيئة الاستشارية لجامعة الخرطوم دكتور نادر حسنين، التأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية المحتملة، التغيرات الهيدرولوجية في المجرى السفلي للنهر"
تدمير النظم البيئية لمجرى النهر
وأشارت الدراسة إلى "تدمير كبير للنظم البيئية النهرية في المجرى السفلي بسبب التغيرات الهيدرولوجية القائمة على الفيضانات الطبيعية الدورية، وتفاقم تلوث المياه خلال فترات التدفق المنخفض، مما قد يؤدي إلى زيادة توغل المياه المالحة بالقرب من مصبات الأنهار."
وتابع "سيؤدي انخفاض الحمولة الرسوبية والعناصر الغذائية في المجرى السفلي للنهر، بسبب سد النهضة إلى زيادة تآكل حواف الأنهار والسواحل وتضرر القيمة الاقتصادية والإنتاجية البيولوجية لنهر النيل."
وأكد هاني إبراهيم، من خلال الدراسة، أن "جفاف النهر في المجرى السفلي للسد قد يتسبب في موت الأسماك وكذلك الحيوانات والنباتات التي تعتمد على النهر؛ وقد يؤثر أيضًا سلبًا على الزراعة وإمدادات المياه للإنسان. سيؤدي انخفاض التدفقات إلى تقليل المياه المطبقة على الحقول، مما قد يزيد من ملوحة التربة ويقلل من كمية المياه التي تصل إلى الأحواض الجوفية."
سد النهضة يؤدي لنشر الأمراض المعدية
وعن الأمراض المرتبطة بالمياه، والناشئة عن كارثة سد النهضة، أكدت الدراسة أنه "يمكن أن تؤدي المسطحات المائية الجديدة التي يصنعها الإنسان، مثل خزان سد النهضة، إلى أمراض مرتبطة بالمياه، تؤثر سلبًا على الصحة العامة، مثل الملاريا والبلهارسيا."
وتابع هاني إبراهيم، من خلال الدراسة، "يمكن أن تنتشر الأمراض المعدية في مناطق الخزانات المائية، خاصة في درجات الحرارة المرتفعة والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية. يمكن لهذه الأمراض أن تنتشر أيضًا في المناطق العليا والسفلى لمشاريع السدود الكبيرة."
سد النهضة يدمر الأحياء المائية
وعن مصايد الأسماك والحياة المائية أكدت الدراسة أنه "سيكون لمشروع سد النهضة تأثيرات سلبية كبيرة على الحياة المائية ومصايد الأسماك، يمنع سد النهضة هجرة الأسماك إلى أعلى النهر، ويُعْرَف أن المرور عبر التوربينات أو فوق السدود غالبًا ما يكون غير فعال."
وأوضح "علاوة على ذلك، فإن معظم أنواع الأسماك والنظم البيئية المائية المتكيفة مع الأنهار ليست مؤهلة للبقاء في البحيرات الاصطناعية. قد تؤثر التغيرات الكبيرة في أنماط تدفق النهر السفلي بسبب سد النهضة سلبًا على الحياة المائية والنظام البيئي المحيط."
كما يؤدي سد النهضة لتدهور جودة المياه داخل الخزانات، مثل انخفاض مستويات الأكسجين والتشبع الزائد بالغازات أحيانًا، إلى موت الأسماك وتضرر الموائل المائية، خاصةً لأن التنوع البيولوجي للمياه العذبة حساس للتغيرات بسبب حركته المحدودة، بحسب الدراسة.
السد الإثيوبي يدمر معظم أنواع الأسماك
أما عن الإثراء الغذائي والنباتات المائية العائمة، فأكدت الدراسة أنه "يمكن أن يحدث الإثراء الغذائي بسهولة في الخزان بسبب المياه الراكدة، مما يزيد من النباتات المائية العائمة، وقد يؤدي ذلك إلى: تدمير الموائل لمعظم أنواع الأسماك والنظام البيئي المائي؛ وتحسين بيئات التكاثر للبعوض والأنواع المزعجة وناقلات الأمراض؛ وسد المعدات الكهربائية والميكانيكية في السدود؛ وزيادة فقدان المياه من الخزانات."
وكشفت الدراسة إلى أن التغيرات في الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للنهر، بسبب بناء السدود، قد تؤدي إلى تدهور جودة المياه وتسبب الإثراء الغذائي، حيث يُعرف النيل الأزرق بغناه بالرسوبيات، وهذا هو السبب في خصوبة الأراضي الزراعية المشهورة على مر القرون.
تأثير سلبي لسد النهضة على السياحة والملاحة النهرية
وعن التأثير الكارثي لسد النهضة، أكدت الدراسة أن "حجز هذه الرسوبيات خلف السد لن يقلل فقط من سعة التخزين بل قد يسبب أيضًا مشاكل جدية في الإثراء الغذائي، فقدان الممتلكات الثقافية والسياحة والملاحة".
وقال إن "المستويات المائية المنخفضة الناتجة عن بناء سد النهضة قد تؤدي إلى تأثير سلبي على السياحة والملاحة المستخدمة في نقل البضائع والتجارة في المجرى السفلي للنهر. وقد يشكل سد النهضة حاجزًا للملاحة وصيد الأسماك والهجرة للكائنات المائية الأخرى."
وأضاف "سيؤدي السد إلى تغييرات كبيرة في تدفق المياه ونقل الرواسب والعناصر الغذائية والمواد الغذائية التي تدعم النظم البيئية المائية والمصبات النهرية في المجرى السفلي، مع تأثير يمتد لعدة كيلومترات أسفل السد".
سد النهضة يضر بالمحاصيل الزراعية
أما عن تأثير سد النهضة الكارثى على أنماط المحاصيل، فأشارت الدراسة إلى "تتغير أنماط المحاصيل بسبب السياسات الجديدة في هذه المناطق، لتقليل كمية المياه المطلوبة للقطاع الزراعي، مما يقلل من كمية المياه المتسربة إلى الأحواض الجوفية الضحلة الناتجة عن الري الزائد، حيث تتسرب المياه التي تزيد عن احتياجات النباتات إلى الحوض الجوفي."
وطالبت الدراسة "استبدال المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه بمحاصيل تستهلك كميات أقل هو وسيلة واضحة لتحسين أزمة نقص المياه السطحية بعد بناء وتشغيل سد النهضة. ومع ذلك، فإن تغيير أنماط المحاصيل يؤثر على خصائص التربة، وخاصة الملوحة. المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه ليست ذات فوائد اقتصادية فقط بل تُزرع أيضًا لتحسين خصائص التربة."
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.