الحج إلى القدس يثير جدلا في أوساط الأرثوذكس.. 28 قبطيّا يسافرون لإسرائيل تزامنًا مع أعياد القيامة.. ساويرس: الحجاج يواجهون عقوبة "الحرمان" الكنسي.. زاخر: رفض الكنيسة لحج الأقباط "موقف سياسي"
كعادة كل عام، تسبب سفر عدد من الأقباط إلى فلسطين لأداء الحج وزيارة الأماكن المسيحية المقدسة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، تزامنًا مع أعياد القيامة، في تجدد الجدل حول قرار الكنيسة الأرثوذكسية والمجمع المقدس بمنع السفر إلى القدس لحين انتهاء الاحتلال.
وكان 28 قبطيا سافروا إلى تل أبيب أمس الخميس، ومن المتوقع أن يسافر 58 آخرين خلال ساعات، مخالفة لقرار البابا شنودة والمجمع المقدس الذي منع زيارة القدس بعد احتلال "دير سلطان"، وتغيير مفتاحه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، مهددة بعقاب أفرادها الذين يسافرون بـ"الحرمان"، وهو أقصى العقوبات الدينية المسيحية، لتصبح الكنيسة الوحيدة في مصر التي تفرض عقوبة على ذلك، في الوقت الذي تعتبر فيه الكنيسة الإنجيلية والكاثوليكية قرار الزيارة حرية شخصية لأفرادها، مؤكدة أنها مؤسسة دينية لا علاقة لها بتحركات أفرادها.
وكانت أول رحلة تم تنظيمها للأقباط المصريين للقدس بعد وفاة البابا شنودة مباشرة في 2012 وشملت 146 قبطيا عن طريق شركة "كايرو اير"، وشهدت أزمة لتنفيذ القائمين على كنيسة القديسة هيلانة، الجزء المصري من كنيسة القيامة، قرار البابا شنودة بمنع المسافرين المصريين من التناول والصلاة داخل الكنيسة وهو ما يعني عدم اكتمال أركان الحج المسيحى.
من جانبه قال القمص صليب متى ساويرس، عضو المجلس الملي العام للكنيسة الأرثوذكسية: إن الموقف الرسمي للكنيسة لم يتغير من زيارة الأقباط للقدس. مشيرًا أن قرار البابا شنودة ما زال ساريا، خاصة بعد تأكيد البابا تواضروس بمنع الزيارة.
وأضاف ساويرس أن الأقباط المسافرين مهددون بالحرمان لمدة عام، وهي عقوبة تعني أنهم محرومون من ممارسة بعض الطقوس الدينية المعروفة باسم "الأسرار المقدسة" مثل الصلاة الكنسية والتناول.
وأكد أن الكنيسة لن تتهاون في تنفيذ قرار البابا شنودة، وإنما هناك مراقبة من الإعلام لأعداد المسافرين من الأقباط، بالإضافة إلى عدم التمييز بين الأقباط الأرثوذكس وباقي الطوائف.
ويؤكد المفكر القبطي، كمال زاخر، أن آخر ما توفر لديه من معلومات أن الكنيسة قررت الإعلان عن رفض زيارة أي فرد من شعبها للقدس، مع وضع قضية العقاب محل بحث، على أن تحذر منه، خاصة أن أواخر أيام البابا شنودة تم التغاضي عن فكرة العقاب.
وأضاف زاخر أن الحج أمر روحي صرف لا علاقة للكنيسة به ولا يستدعي العقاب، مشددًا أن القرار فيه إجحاف لأن السفر للحج وليس للتطبيع مع إسرائيل، خاصة أن القرار جاء تأسيسًا لموقف سياسي، وجاء في إطار الصدام بين البابا شنودة والرئيس السادات، بينما البسطاء لا يرون فيه سوى شهوة قلبية خاصة.