رئيس التحرير
عصام كامل

القتل فى سبيل الله


التعذيب الوحشى للشهيد محمد الجندى، ليس استثناءً، وهذا ليس من باب الافتراء على التنظيم السرى للإخوان الذى يحكم البلد، فالوقائع على الأرض تؤكد ذلك بحسم، منها للتذكرة مجزرة الاتحادية، التحرش الوحشى فى الميادين وغيرها وغيرها.

"لكن التعذيب ليس ممنهجا، وكان يحدث فى عهد مبارك".
هكذا قال وزير العدل، وهكذا يقول بعض قادة الإخوان، لكن هذا غير صحيح، فالفارق فى الوحشية كبير والسبب أن من كانوا يعذبون أيام مبارك، كانوا يفعلون ذلك على خلفية أن هؤلاء الشباب مخربون، وضد الوطن، لكن الآن الخطاب اختلف، فهو تعذيب مستند إلى أنه جهاد فى سبيل الله جل علاه، لذلك سوف يزيد وسوف ينتقل من خانة التعذيب والسحل والقتل عبر بعض ضباط الداخلية إلى الميليشيات الإخوانية.

الحقيقة أن هذه الخلفية ليست فى القتل والتعذيب فقط، ولكنها أيضا فى الأداء السياسى، فمثلا قادة التنظيم السرى للإخوان يكذبون "عادى جدا"، وكأنهم لا يفعلون شيئا، والسبب أنهم سيئون ولكنهم يفعلون ذلك من أجل الله، ومن قبلهم لو يذكر القارئ الكريم كانت الجماعات الإرهابية تقتل وتسرق وتفعل كل شىء، ولديهم يقين أنهم لا يخالفون شرع الله، فهدفهم أسمى، والكذب والتزوير وغيره من الأفعال المشينة أداة للوصول إلى "الدولة الإسلامية التى يطبقون فيها شرع الله".

فهم لا يقدمون ولا يصارعون من أجل مشروع سياسى، قابل للأخذ والرد، ولكنه مشروع إلهى مباح أن يفعلوا من أجله أى شىء، وما يفعلونه هو فى عقيدتهم مفتاح دخول الجنة دون أدنى شك.

الحقيقة أنهم ليسوا وحدهم، فقبلهم تم التعذيب والقتل باسم المسيحية، وكل الأديان تم استخدامها بذات الطريقة. حتى الأديان التى كنا نعتقد أنها بعيدة تماما عن ذلك، فعلى سبيل المثال تمت جرائم إبادة ضد المسلمين فى بورما على خلفية بوذية.

كما أن التنظيمات السياسية ذات الخلفية العقائدية الأرضية فعلت ذلك، منها الأنظمة الشيوعية، فرئيس الاتحاد السوفييتى ستالين صفى رفاقه فى المكتب السياسى، وهتلر قتل أعضاء البرلمان الذين عارضوه.. إلخ.

فنحن مقبلون على دماء لا أول لها ولا آخر، فهؤلاء الذين يحكمون البلد لن يتنارلوا عن مشروعهم الإلهى، من أجل بعض المصريين الذين يعتبرونهم "كفرة"، فليذهبوا إلى الجحيم.


الجريدة الرسمية