أحن إلى كبدة مبارك الفاسدة
بما أننا في مصر تعودنا على توقير الكبير وإن كان فاسدا أو نصابا أو جهولا أو كل ذلك معا ونعتبره أبا لنا جميعا، فما بالك بالأب مبارك؟ لقد أصبح مبارك أبا لكل المصريين رغم فساده فمن يتزوج بأمى أقول له يا عمى، وبما أن مصر هي أمنا الكبيرة والتي تزوجها مبارك زواجا على سنة القوة وشرع التسلط والاستبداد فهو عمنا وفي مقام والدنا الكبير، تحية من القلب للأب الكبير والذي نحن لفساده الممتع الذي جعل حياتنا مستقرة ومتوافقة مع كل شىء فرضه علينا.
كانت الكهرباء في عهد مبارك لا تنقطع بل كنا نصدرها للسعودية والأردن ولبنان، ثرنا على مبارك ورفسنا النعمة بقدمنا التي تستحق قطعها... آه والله، ظلمناك يا أبو علاء والذي كان له نكهة جميلة في الحكم تشبه نكهة سندويتس الكبدة الفاسدة الذي نطفحه بكل هناء وشفاء عند عم محمد تلوث بتاع الكبدة الفاسدة أم 2 جنيه، تبطرنا على النعمة فأسقطنا الرجل أو أسقطه من تعاون معنا وأخذنا على قد عقولنا حتى نعود إليه... ما أحلى الرجوع إليه!.... وبقيت لنا العصابة محدودة الفكر والإبداع واسعة الذمة... ومن يومها فقدنا طعم كل شىء، لم يعد للفساد طعمه المعهود الجميل المبارك.
جاء الإخوان ولم يجد الشعب من يحن عليه يا حبة عينى، فوجدنا أخيرا من يستجيب لنا وأشفق علينا فأزاح مرسي وإخوانه وقلنا ثورة ثورة بقى... سنرى الخير على ودنه ! فإذا بنا ننتقل من يد لأخرى لنفس اليد مرة أخرى وإذا بالأب مبارك يترك لنا آباء كثيرين، فعلا اللى خلف لم يمت !
عصابة الـ 6 آلاف كبير الذين يحصلون على أكثر من 60 مليار سنويا فاشلة في كل شىء، ارتفاع أسعار... لا إشعال أسعار ماشى، انهيار طرق، عادى جدا، خيبة في كل مجال.... على كيف مزاج سعادتك ثم يلهفون نصف بند الأجور في ميزانية الدولة... ليه يا ولاد ؟ لأنهم كفاءة وأحسن من اللمبى في استهباله ! ثم تخشى الدولة والنظام الثورى بعد 30 يونيو في زعلهم يا حبة عينى خشية أن يغرقوا السفينة ويتخلوا عن مناصبهم ويذهبوا للعمل في دول صديقة !
طيب، عندكم كيان العم يعقوب الصهيونى، اذهبوا له وأخربوها هناك مثلما خربتم المحروسة، خلى عندكم ذرة ملح أو وطنية !
تلك الميزانية المهدرة عليكم لا مؤاخذة يا إخواننا اللصوص كفيلة بإنارة مصر في الصيف وكل صيف لسنوات قادمة لكن لأنكم نور عنينا فالنظام مستغن عن النور وكل شىء فداء لكم ولأبنائكم وأحفادكم، كيف لا يجد الحفيد كام فيلا على كام فدان في الساحل وبورتو ألاجه وكده يعني؟! لازم يؤمن لكم مستقبل أحفادكم حتى الجيل العشرين، أما بقية الـ 90 مليونا فكفاية عليهم نيران غلهم وحقدهم الطبقى تنور في بيوتهم ظلام المحروسة... أين أنت يا أبويا مبارك؟ كان فسادك حلوا... كانت هناك سرقة آه بس العجلة ماشية، والكبدة الفاسدة بتراب الفلوس على الأقل كان "فساد منور مبارك بجد" !
fotuheng@gmail.com