رئيس التحرير
عصام كامل

نريدها انتخابات تليق بمصر


نريدها معركة انتخابية محترمة، تثبت جدارة من يتقدم لخوضها وإدراكه أهميتها، وأن تأثيراتها لن تتوقف عند إعلان فوز أحدهم.. وإنما أبعد من ذلك بكثير.


مسئولية إدارة الانتخابات الرئاسية القادمة لا يتحملها المرشحون وحدهم، وإنما أنصارهم أيضا.. بمقدور هؤلاء أن يهبطوا بالمعركة إلى الدرك الأسفل عن طريق الهجوم وغير الموضوعي على المنافسين واستخدام ألفاظ لا تليق، أو إلصاق الاتهامات لهم، كما أن بمقدورهم أيضا الارتفاع بمستوى الحوار بما يليق بجلال تلك المعركة المهمة، وعدم الخروج على قواعد النقد الموضوعي التي تتعلق بالبرامج لا الأشخاص، وإدراك حجم المخاطر التي تحيط بالوطن وثقل المسئولية الملقاة على الرئيس القادم وتجمع كل التقارير المحلية والعالمية.. إنها مسئولية تحملها الجبال، كما يتعلق في رقبة الفائز تحقيق آمال وطموحات شعب.. طالت معاناته.. ويتطلع إلى حياة إنسانية حرم منها طويلًا.

نريدها انتخابات تؤكد مدى وعي الشعب المصري ومشاركته الواسعة في الإقبال على مقار الانتخاب للإدلاء بأصواتهم في اختيار الرئيس القادم بإرادة حرة كاملة.. أيًا كان هدا الرئيس الذي يجسد أحلامهم وطموحاتهم العادلة في مستقبل أفضل.

نريدها انتخابات تنافسية شريفة يحترم كل مرشح المنافسين الآخرين.. وإن كان يقدم رؤى وبرامج تختلف عن برامجهم.. دون أن يطعن ضد مساعيهم لتحقيق نفس الأهداف بأساليب مختلفة.. والشعب وحده عليه أن يفاضل بينهم ويختار الرئيس القادم.

نريدها انتخابات شفافة تنتج للمنظمات العالمية التي تتابع مثل تلك الانتخابات على أرض الواقع ولا تقتصر على المنظمات الحقوقية المحلية، طالما لا يوجد ما يخيف من تلك المتابعات التي تثبت للعالم أجمع أن مصر تغيرت حقًا بعد ثورة يناير وانتفاضة يونيو وعلى المعترضين بالمشاركة الدولية في متابعة الانتخابات بدعوى أنه يمثل تدخلًا سافرًا في ساسة الدولة أن يدركوا أن معظم دول العالم المتقدم تسمح بتلك المشاركة وأن العديد من الوفود المصرية تشارك في متابعة الانتخابات التي تجرى في أمريكا وأوربا وفي الدول العربية أيضا دون أن تعترض شعوبها على تلك المشاركات بل تعتبرها خير دعاية على التمسك بالقواعد الديمقراطية.

نريدها معركة مسئولة يدرك كل طرف فيها أنها تعتبر من أهم المعارك الانتخابية التي أجريت في مصر طوال تاريخها وأن تأثيرها لن يتوقف عند حدودها، خاصة أنها أعقبت ثورات أبهرت العالم.. وأسقطت مؤامرات عالمية ومحلية عديدة ويتابع تطوراتها الأعداء والأصدقاء.

وبينما يتمنى أصدقاء مصر أن تجري الانتخابات الرئاسية دون تجاوزات تعكر صفوفها لإدراكهم أن الشرارة الأولى التي أشعلت ثورة يناير كانت تزوير الانتخابات البرلمانية لصالح الحزب الوطني.

كما تتعلق أنظار أعداد مصر في الداخل والخارج بكل الإجراءات التي تتخذ على أمل وقوع أخطاء صغيرة أو كبيرة تدعم حملاتهم العدائية التي تستهدف إسقاط الدولة المصرية والادعاء بأن عمليات تزوير الانتخابات مستمرة. نريدها انتخابات تليق حقا بمصر وتدعم مسيرتها على طريق استعادة دورها القيادي في دوائرها العربية والأفريقية والعالمية.
الجريدة الرسمية