رئيس التحرير
عصام كامل

القمم الفاشلة.. إلى متى !!؟


تعقد القمم العربية وتنفض منذ الأزل دون جدوى، ودون مردود حقيقي على الشعوب بل اتسعت رقعة الخلافات وازدادت الفجوة بين الأنظمة العربية التي يتآمر بعضها على بعض، وهو ما هيأ المسرح للسقوط في فوضى ما بعد "ثورات الربيع العربى" التي بدلًا من أن تجتث الفساد من جذوره، وتحقق العدالة المرجوة والتقدم المنشود، وقعت في صراع داخلى وتناحر طائفى مكن أمريكا وحلف الشر من الشروع في تنفيذ المؤامرة التي تستهدف إعادة تقسيم المنطقة لتغليب كفة إسرائيل المتفوقة أصلًا علميًا وتكنولوجيًا وتسليحيًا على العرب مجتمعين.. ولعبت أمريكا بورقة الدين في الشرق الأوسط فخرجت تنظيمات تدعي زورًا وبهتانًا أنها تحمل راية الإسلام لتستولي على الحكم في بعض دول الربيع لتقع النكبات الواحدة تلو الأخرى، فها هي ليبيا بلا دولة، والسودان مقسمة، وسوريا تئن وقد دمرها الصراع الذي ارتدى ثياب الأيديولوجية وتداعت عليها قوى الشر والمصالح والصراعات الدولية لتزيدها تعقيدًا وصعوبة..؟!


ماذا قدمت القمة العربية الأخيرة للقضايا المصيرية.. ماذا قدمت للقضية الفلسطينية المركزية.. هل حققت المصالحة بين فتح وحماس الإخوانية المتآمرة ضد المصلحة العربية، وخصوصًا الأمن القومي المصري.. هل قدمت إستراتيجية فعالة رادعة للمخطط الصهيوأمريكي لنزع اعتراف عربي بيهودية الدولة العبرية تمهيدًا لتصفية القضية الأم، وطرد ما بقي من عرب 48 من نطاق الكيان الإسرائيلي.. ماذا قدمت القمة العربية لسوريا.. كل ما فعلته - وهو أمر إيجابي -أن أوقفت الخطيئة الكبري بتسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية لمعارضة منقسمة اخترقتها تنظيمات إرهابية ملعونة تأكل الحجر وأكباد البشر وتسيء للإسلام وهو منهم براء..!!

لكن الجامعة العربية لم تقدم المأمول منها بل كادت تصل بسوريا لمصير ليببا التي قدمتها للناتو على طبق من فضة وكادت تفعل الأمر ذاته مع سوريا بوضعها تحت البند السابع لمجلس الأمن والبداية بتوفير ممرات آمنة وحظر للطيران السوري ولم تخرج منها إدانة واحدة لجريمة تركيا التي اخترقت سيادة دولة عربية عضو بالجامعة بأن أسقطت إحدى طائراتها على الحدود السورية- التركية.. وهو ما يجعل تلك الجامعة كما هو النظام العربي بأكمله في حاجة للمراجعة وإعادة البناء وفق المسار الجديد الذي سلكته ثورة 30 يونيو الرافضة لتقسيم المنطقة وفق المخطط الأمريكي بأيدي الإخوان وقطر وتركيا وحماس.

المؤامرة التي تتعرض لها أمة العرب لا تحتاج إلى برهان لكنها رغم ذلك لا تكاد تبصرها أعين شبابنا الذين يعزف بعضهم نغمة التنظيم الإرهابي في الجامعات وفي الشارع المصري مستهدفين الدولة وجيشها.

انتهت القمة العربية دون تحقيق مصالحة عربية كاملة كما توقع وزير خارجيتنا نبيل فهمي الذي ذهب للقمة وفي يده رؤية واضحة لأهداف مصر العائدة بقوة لمحيطها العربي.. ويكفي لترجمة هذا النجاح أن ثمة اتجاها لعقد القمة المقبلة في القاهرة خلافًا للترتيب الدوري لانعقادها..!!

انعقدت القمة وسط ظروف بالغة التعقيد، فثمة أوضاع مأساوية تعيشها دولنا الغارقة في مشهد دولي يستهدف تركيعها وتقسيمها بالأساس مثلما هو الحال في لبنان وسوريا والسودان واليمن وليبيا ومصر..!!

ثمة ما يمكن اعتباره شبه إجماع عربي من الدول الرئيسية على ضرورة محاربة الإرهاب وإعلان الإخوان جماعة إرهابية.. لكن ثمة 5 دول تتحفظ على هذا الحظر لأسباب تتعلق بنظم الحكم فيها، وهو ما سوف يتغير قطعًا..!!
القمة العربية لم تتطرق بعمق لقضايا مصيرية.. وللموضوع بقية.
الجريدة الرسمية