رئيس التحرير
عصام كامل

مسلسل سرقات الآثار الإسلامية عرض مستمر..آخرها "الباب الخشبي لمسجد " تغري بردي".. الأوقاف" تكتفي بقفل بـ 3 جنيهات لحماية التراث وإحالة الواقعة للتحقيق.. تهريب آلاف القطع الأثرية للخارج

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فتح حادث سرقة الباب الخشبي لمنبر مسجد " تغري بردي"، بوسط القاهرة أمس الباب واسعا عن آثار مصر الإسلامية المهملة في المساجد الأثرية والدور الرقابي الغائب لوزارة الأوقاف والآثار وارتفع سقف المطالبات بضم هذه المساجد إلى وزارة الآثار لحمايتها من النهب والسرقة.

ويبدو أن أصحاب القرار بوزارة الأوقاف لم يتعلموا الدرس من رفض ألمانيا وفرنسا تسليم مصر عددا من القطع الأثرية التي تم تهريبها إلى خارج البلاد، بل وشيدت لها متحفًا ضخمًا لعرض هذه اللوحات والقطع الأثرية المصرية الأصيلة.

ولعل القطع الأثرية الإسلامية الموجودة في عددٍ من مساجد مصر وعلى رأسها «مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه» خير شاهد على ذلك، فوزارة الأوقاف تجاهلت الآثار المصرية المتواجدة بمساجدها، واكتفت بقفل حديدي بـ«ثلاثة جنيهات» لحماية التراث المصري، الذي صار معرضًا للسرقة والنهب.

ففي مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، تحتوي المكتبة الأثرية الموجودة بالمسجد على ثوب الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وسيفه ومكحلته، وبحسب مؤرخين، فإن مثل هذه القطع لا تقدر بثمن في المزادات العالمية، ولكن يبدو أن هذا كله لا يكفي وزارة الأوقاف للاقتناع بأهمية تشديد الحراسة على هذه القطع أو وضعها في أماكن أكثر تأمينًا، وكل ما فعلته الوزارة أن لجأت إلى إغلاق المكتبة برمتها، ولم تتخذ أي إجراءات للتأمين، والغريب أن هذه القطع الأثرية ليست مسجلة بوزارة الآثار.

كما تضم مكتبة المخطوطات الإسلامية الموجودة بمسجد السيدة زينب عددًا مهمًا من القطع الأثرية منها «مصحف عثمان» وهو المصحف المكتوب بخط يده، ومحفوظ منذ مئات السنين، بالإضافة إلى قصيدة كعب بن زهير وهو من أشهر شعراء الجاهلية وشن هجومًا على الرسول مع انتشار الإسلام، قبل أن يعتنق الدين الإسلامي ويتعلق قلبه بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وكتابة أبيات شعر يمدح فيها النبي، وهذه الأبيات مكتوبة بخط يد زهير بن كعب ومحفوظة بمكتبة المخطوطات الإسلامية.

ومن أهم التحف الأثرية الموجودة أيضًا «كتاب مورد الظمآن في أحرف القرآن» لمحمد بن محمد بن محمد إبراهيم وهو كتاب منسوخ بخط اليد ويقع في 19 صفحة، فضلا عن كتاب تاريخ آل عثمان ومكتوب بالخط الفارسي ويقع الكتاب في 48 صفحة، وكتاب مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان لأحمد المكي الخوارزمي ويقع في 243 صفحة ويتحدث الكتاب عن الجهاد والعدالة وغيرها من المفاهيم الإسلامية.
وكان تعرض أمس مسجد " تغري بردي"، بوسط القاهرة إلى سرقة "باب خشبي" من منبر المسجد، وأحالت وزارة الأوقاف الواقعة إلى التحقيق، ويعد الأمير جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي الرومي الأصل المولود في عام 812 م، من أكبر أمراء السلطان الظاهر برقوق المملوكي.
الجريدة الرسمية