ما هي الصاخة، ومتى يهرب الإنسان من أقاربه؟ محمد سيد طنطاوي يجيب
ما هي الصاخة، بيَّن الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لـسورة عبس، المقصود بالصاخة، وما هو الوقت الذي يفر فيه الإنسان من أقرب أقاربه مثل الأم والأب والأخ.
سورة عبس
قال تعالى: «فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)».
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لبعض آيات سورة عبس
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: الفاء في قوله- سبحانه- فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ للدلالة على ترتيب ما بعدها على ما قبلها من فنون النعم. وجواب فَإِذا محذوف يدل عليه قوله- تعالى- بعد ذلك: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، ويصح أن يكون جوابه قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، والصاخة: الصيحة الشديدة التي تصخّ الآذان، أي تزلزلها لشدة صوتها، وأصل الصخ: الصك الشديد، والمراد بها هنا: النفخة الثانية التي بعدها يبعث الناس من قبورهم.
الهروب والفرار من الأقارب
وتابع الشيخ طنطاوي: أي: فإذا جاءت الصيحة العظيمة التي بعدها يخرج الناس من قبورهم للحساب والجزاء، كان ما كان من سعادة أقوام، ومن شقاء آخرين، وقوله- سبحانه-: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ بدل مما قبله وهو قوله فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ والفرار: الهروب من أجل التخلص من شيء مخيف، والمعنى: يوم يقوم الناس من قبورهم للحساب والجزاء يكونون في كرب عظيم، يجعل الواحد منهم، يهرب من أخيه الذي هو من ألصق الناس به، ويهرب كذلك من أمه وأبيه، ومن صاحبته- وهي زوجه- وبنيه الذين هم فرع عنه.
المراد بالفرار منهم
وأضاف طنطاوي: والمراد بفراره منهم: عدم اشتغاله بشيء يتعلق بهم، وعدم التفكير فيهم وفي الالتقاء بهم، لاشتغاله بحال نفسه اشتغالا ينسيه كل شيء سوى التفكير في مصيره... وذلك لشدة الهول، وعظم الخطب، وخص- سبحانه- هؤلاء النفر بالذكر، لأنهم أخص القرابات، وأولاهم بالحنو والرأفة، فالفرار منهم لا يكون إلا في أشد حالات الخوف والفزع، قال صاحب الكشاف: «يفر» منهم لاشتغاله بما هو مدفوع إليه، ولعلمه بأنهم لا يغنون عنه شيئا: وبدأ بالأخ ثم بالأبوين لأنهما أقرب منه ثم بالصاحبة والبنين، لأنهم أقرب وأحب، كأنه قال: يفر من أخيه، بل من أبويه، بل من صاحبته وبنيه.
هول الموقف
واختتم طنطاوي: وجملة: لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ مستأنفة. واردة لبيان سبب الفرار، وللمبالغة في تهويل شأن هذا اليوم، أي: لكل واحد منهم في هذا اليوم العظيم، شأن وأمر يغنيه ويكفيه عن الاشتغال بأي أمر آخر سواه. يقال: فلان أغنى فلانا عن كذا، إذا جعله في غنية عنه، وقد ساق ابن كثير- رحمه الله- عند تفسيره لهذه الآية عددا من الأحاديث، منها ما رواه النسائي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تحشرون حفاة عراة غرلا» - بضم فسكون- جمع أغرل، وهو الأقلف غير المختون- قال ابن عباس: فقالت زوجته: يا رسول الله، أو يرى بعضنا عورة بعض؟ قال: «لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه». أو قال: «ما أشغله عن النظر».
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.