جبهة الدفاع عن القتلة
بصدق هذا هو المسمى الصحيح لـ"جبهة الضمير الوطنى"، والأمر لا علاقة له بنوايا كثير من أعضائها ومن أسسوها. وإن كنت أشك ولا أستريح طبعاً لبعض الأسماء، منها الدكاترة محمد البلتاجى وعصام العريان، فهما من قادة التنظيم السرى للإخوان الذين يخربون البلد، ويكذبون علنا ليل نهار، وانضمامهم لهذه الجبهة من المؤكد أنه يحقق مصالحهم.
النوع الثانى الذى لا أثق فى نواياه، هم من حصلوا على جزء من كعكة الحكم الذى يسيطر عليه الإخوان. منهم من كان وزيراً، ومنهم من ينتظر. ومنهم من رحب بأن يكون عضوا فى مجلس شورى، وهو يعرف أنه مشكوك فى نزاهته. ومنهم أخيراً من كان يعطى الخطوات المشبوهة سياسياً للتنظيم السرى للإخوان مشروعية، مثل ما أسموه ب"الحوار الوطنى"، وجريمة الإعلان الدستورى، ولا يتخلفون أبداً عن أى اجتماع يتم استدعاؤهم إليه فى قصر الاتحادية.
كل هؤلاء لا أمل فيهم، وخطابى ليس موجها لهم. ولكنى أتوجه لمن يتصورون أنهم يريدون إنهاء ما يسمونه حالة الاستقطاب، ويقفون وراء ما يسمى بـ"وقف العنف"، وهم مع كامل الاحترام لأشخاصهم، يساوون بين القاتل والقتيل، يدافعون عن القتلة من التنظيم السرى للإخوان. ويعطون مشروعية للدكتور محمد مرسى وحكومته التى استباحت دماء المصريين، وأيديهم ملوثة بدماء المصريين.
إذا كانوا لا يرون غضاضة فى ذلك، فلماذا لا يدافعون بذات الحرارة عن الرئيس السابق مبارك وعن حبيب العادلى وزير داخليته. ولماذا لا يدافعون عن القتلة من أعضاء المجلس العسكرى الذين استباحوا دماء المصريين. أرجو ألا يكون رد أياً منهم أن مرسى "رئيس منتخب"، فحتى لو جاء بأغلبية فى انتخابات نزيهة، فهذا لا يمنحه حق استباحة دماء المصريين، ولا حق تدمير مؤسسات الدولة، ولا يمنحه حق أن يكون عضوا فى تنظيم سرى دولي، يأتمر بأمر أجانب لا نعرفهم.
أرجوكم لا تقفوا على ما تسمونه "الحياد"، لأن هذا معناه مساندة ديكتاتور قاتل. ولأن هذا معناه أنه بعد أن ينتهى من تصفية خصومه، ستكون دماؤكم هى التالية.