رئيس التحرير
عصام كامل

لا صفقة بين المجلس العسكري والإخوان.. ولكن! «٣»


استكمالا للمقالين السابقين أوصلنا الكاتب الصحفي الكبير في كتابه القيم «٥٠٠ يوم من حكم الجنرالات.. أسرار ومؤامرات الإخوان والأمريكان للسيطرة على مصر» إلى قناعة مفادها أن صفقة لم تعقد بين الإخوان والمجلس العسكري برعاية أمريكية كما توهم أكثرنا.. ربما كان وصول الإخوان للحكم واستحواذهم على البرلمان والرئاسة السبب الرئيسى الذي عزز الشعور الشعبي بوجود تلك الصفقة.


يقول الكاتب لقد أصاب التردد والبطء قرارات المجلس وخاصة الضروري منها، فظهر بموقف الضعيف المدافع طيلة الوقت، وهو ما أغري الإخوان والأمريكان بممارسة مزيد من الضغوط، واستمالة الشباب والقوي الثورية لخدمة أهدافهم، وعلي خطاهم سارت الأحزاب السياسية بلا هدي.

أجاد الإخوان لعبة توريط المجلس العسكري ثم الضغط عليه بتحريض الشباب والحركات والمجموعات الثورية ضده وهو ما شكل عاملا إضافيًا ضاغطًا عليه، ولم تكن تلك المجموعات أو القوى تدري وهي تمارس ضغوطها عليه أنها تستهدف المؤسسة العسكرية ذاتها وتنفذ الأجندة الأمريكية، بل كان البعض يروج أنه لابد من التفرقة بين قيادة هذه المؤسسة ممثلة في المجلس العسكري الذي يدير المرحلة سياسيا والتي يجوز استهدافه بالنقد السياسي، وبين المؤسسة العسكرية الوطنية التي هي فوق النقد والشبهات.. وهي كلمة الحق التي أريد بها باطل..

وانتهي شهيب إلى أن الظروف الموضوعية عاندت المجلس العسكري الذي تصرف بحذر مبالغ فيه أوقعه في أخطاء أفضت إلى سقوط الدولة في قبضة الإخوان المتحالفين مع الأمريكان.. وكادت هذه الظروف تقود الدولة للفشل والانهيار لولا تدخل الجيش بقيادته الجديدة ممثلة في المشير السيسي في الوقت المناسب لاستعادة الدولة وتصحيح مسار الثورة التي خطفها الإخوان وتعهدوا لأمريكا بحماية مصالحها ومصالح إسرائيل بالسيطرة على حماس وتسوية القضية الفلسطينية على حساب سيناء وتأمين المرور في قناة السويس مقابل مساندة الإخوان وتمكينهم من حكم مصر بل وشتي دول الربيع العربي!!

لكنها إرادة الله التي هيأت للقوات المسلحة قيادة رشيدة أوقفت المؤامرة الكبري وتجاوزت حالة التردي والضعف وأخطاء البدايات وانحازت لإرادة الشعب في ٣٠ يونيو حين ثار ضد الرئيس المعزول مرسي وجماعته، ولم يكترث المشير السيسي بحجم الضغوط ولا بهول التهديدات والإرهاب واستعاد للجيش ظهيره الشعبي، وجمع شمل أجهزة الدولة لا سيما ذراعها الأمنية واسترد هيبتها الضائعة وأزاح عنها حكما فاشيا متآمرا جلب الخراب والإرهاب لمصر.. وعرفنا من هو الطرف الثالث.. ومن الذي اقتحم السجون والأقسام.

وتبقي خفايا كثيرة آن الأوان كي يعرفها الشعب مثل ما دور البرادعي في الثورة قبل اندلاعها وأثنائها وبعدها.. ولماذا طالب الأمريكان بمجلس رئاسي مدني برأسة البرادعي، ويكون نائبه الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق.. ولماذا رفض الأول تولي رئاسة الوزارة.. وهل أوعزت إليه أمريكا بعدم قبول هذا الموقع حتى لا يجري حرقه، والإبقاء عليه لأدوار أخرى أكثر أهمية.. ولماذا استقال البرادعي إبان فض اعتصامي رابعة والنهضة ولم يقدم حلولا عملية حتى يجري الأمر دون فوضي أو دماء.. وما دوره في اختيار وزراء حكومة الببلاوي وغيرها من الأسئلة المهمة التي آن الأوان الإجابة عنها بوضوح من جانب الدولة حتى لا يترك التاريخ للأهواء!!

ويبقي أن نشكر -شهيب- عن كتابه القيم الذي أجاب فيه عن الكثير من الأسئلة والألغاز وكشف جانبا مهما من ملابسات ما جري إبان ثورة يناير وما بعدها.. وفي انتظار محاولات جادة تكمل ما بدأه الكاتب المبدع عبدالقادر شهيب.
الجريدة الرسمية