رئيس التحرير
عصام كامل

لا صفقة بين المجلس العسكري والإخوان.. ولكن!!(2)


استكمالا لمقال الأمس حول كتاب الكاتب الصحفي القدير عبدالقادر شهيب «٥٠٠ يوم من حكم الجنرالات.. أسرار ومؤامرات الإخوان والأمريكان للسيطرة على مصر».

والذي حاول فيه كشف كثير من النقاب عن بعض الخفايا والمؤامرات والضغوط التي مورست ضد مصر في الداخل والخارج.. وملابسات ووقائع ما جري إبان ثورة يناير وما بعدها.. وأجاب عن أسئلة كثيرة كنا نراها وقتها ألغازا مدهشة، كان أهمها على الإطلاق هل كانت هناك صفقة سياسية بين الإخوان والمجلس العسكري!؟.

تقصى شهيب في كتابه القيم الجديد حقائق المرحلة الانتقالية وخفاياها، واستقى معلوماته من أصحاب القرار وشهوده وأماط اللثام عن مناطق مسكوت عنها فعرفنا كيف تحمل الجيش مالا طاقة لأحد به حتى يعبر بمصر هذه المرحلة رغم ما شاب البدايات من أخطاء غير المسارات بل مجرى التاريخ في المنطقة والعالم كله.. حمى الجيش الثورة في موجتيها «يناير ٢٠١١، يونيو ٢٠١٣» وأنقذ البلاد من شبح حرب أهلية رأيناها رأي العين في سوريا، وانهيار الدولة كما في ليبيا، وتقسيمها كما في السودان واليمن، وأسقط بقوة ورؤية نافذة مشروع الأمريكان والإخوان لتقسيم المنطقة وإسقاط دولها في حجر أمريكا وإسرائيل!!

وعرفنا كيف تصرف المجلس العسكري والإخوان والقوى الثورية أو الفرقاء حتى أوصلنا إلى قناعة مفادها أن صفقة لم تعقد بين الإخوان والمجلس برعاية أمريكية كما توهم أكثرنا.. وإلا فلم الضغوط والدماء التي سالت والمؤامرات التي حكيت بليل ضد الدولة!!

يقول شهيب إن وصول الإخوان للحكم واستحواذها على البرلمان والرئاسة ربما كان السبب الرئيسي الذي عزز الشعور الشعبي بوجود تلك الصفقة.. لكنها البدايات الخاطئة التي أضعفت موقف المجلس العسكري وجعلته عرضة للابتزاز السياسي طيلة الوقت حتى أفضي ذلك لكوارث المرحلة الانتقالية وخطاياها.. وفتح الباب أمام ضغوط أمريكية، وغياب الظهير الشعبي الذي تآكل بفعل المؤامرات وانتهي بصياغة شعارات من عينة «يسقط حكم العسكر» رددتها القوى الثورية بلا روية ولا التفات لحقيقة ما يجري ضد الدولة ذاتها!!

ونستكمل غدا..
الجريدة الرسمية