رئيس التحرير
عصام كامل

لا.. صفقة بين الجيش والإخوان ولكن!!


حاول الكاتب الصحفي الكبير عبدالقادر شهيب في كتابه الجديد «٥٠٠ يوم من حكم الجنرالات.. أسرار ومؤامرات الإخوان والأمريكان للسيطرة على مصر» أن يكشف النقاب عن بعض هذه الخفايا والمؤامرات والضغوط التي مورست ضد الدولة المصرية في الداخل والخارج والتي آن الأوان أن تعلن بجلاء ليعرف القاصي والداني حقيقة الأطراف الضالعة في تلك المؤامرات والأهداف الحقيقية لها، وطبيعة الأدوار التي لعبتها.. ولحساب من ارتكبت هذه الجرائم.


حاول شهيب في كتابه القيم سالف الذكر أن يكشف جانبا مهما من ملابسات ووقائع ما جري إبان ثورة يناير وما بعدها.. ولعل أهمية ما قدمه شهيب ترجع إلى أنه يكتب عن أحياء يعيشون بيننا.. فهو تاريخ -إن صح التعبير- من لحم ودم أجاب فيه عن أسئلة مهمة تفسر لنا أحداثا كنا نراها وقتها ألغازا مدهشة.. أسئلة دارت في عقول كثير منا ولم نلق لها إجابة مثل هل كانت هناك صفقة سياسية بين الإخوان والمجلس العسكري.. وما الضغوط التي مارستها أمريكا على المجلس طلية ٥٠٠ يوم أدار خلالها المرحلة الانتقالية، وهل كان هناك تنسيق بين الإخوان والأمريكان في نسج هذه الضغوط..

وما حقيقة الطرف الثالث الذي جري اتهامه بأنه المدبر للعنف في أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلسي الوزراء وبورسعيد.. وما أسباب هجوم الإخوان على جهاز المخابرات.. وهل فكر المجلس العسكري في اتخاذ إجراءات أمنية ضدهم.. وهل نجحوا - أي الإخوان- فى تضليل القوى المدنية وخداعها تارة بتحريضها ضد المجلس وتارة أخرى بالعمل بين الجماهير مبكرا استعدادا للانتخابات البرلمانية والرئاسية بينما تركتها للصدام مع الجيش وقادته.. وماذا قال طنطاوي وعنان لمرسي بعد أن أبلغهما بقرار إحالتهما للتقاعد.. وما هي ملابسات قبول السيسي؟

وأجاب عنها ليس اجتهادا شخصيا منه بل استنادا إلى معلومات استقاها من أطراف فاعلة بل صانعة للأحداث وقتها.. لكن الذى لا مراء فيه ولاجدال أن الجيش تحمل ما لا طاقة لأحد به حتى يعبر بمصر هذه المرحلة رغم ما شاب البدايات من أخطاء غيرت المسارات بل مجرى التاريخ فى المنطقة والعالم كله.. انتهي مؤلف الكتاب أنه لا توجد صفقة بين الجيش والإخوان.. ولكن.. "ونستكمل غدا".
ونستكمل غدا..
الجريدة الرسمية