رئيس التحرير
عصام كامل

«روشتة» مهاتير لرئيس مصر القادم!


لم أعتمد يومًا على تقارير الموظفين البيروقراطيين، كنت أطلب أرقامًا دقيقة عن أوضاع العاطلين والأميين، والمهمشين ولا أسمح بالتلاعب أو تجميل الموقف، وكان الانفتاح على الخارج قضية حياة أو موت لأن بناء الإنسان الماليزى الجديد يحتاج إلى خبرات الآخرين، فقررت أن أعتمد على الخبرة اليابانية وأن أستفيد من تجربة سنغافورة ولم يشدنى النموذج الأمريكى أو الأوربي بل شدتنى تجارب الدول التي تقع في محيطى الجغرافى وكانت لديها تخلف مماثل لما في بلادى، وأرسلت آلاف الطلاب والباحثين إلى الجامعات اليابانية أولًا ثم إلى أوربا بعد ذلك وأسسنا عاصمة إدارية جديدة وتكنولوجية بعد أن اكتشفنا أن كولالمبور لم تعد تلبى متطلبات المرحلة الجديدة ونقلت مكتبى إلى هناك واشتغلنا من نقطة الصفر!!


هذا ما قاله مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا بعد ثورة يناير ٢٠١١.. ولم تكن هذه الجمل إلا توصيفًا لتجربته التي استطاع أن يطبقها بحذافيرها لتنهض بلاده وترتقى وتتحول من دولة تعتمد على الزراعة فقط لدولة صناعية تقترب من دول الـ ٨ الصناعية الكبرى!

لم يكن مهاتير محمد شخصًا عاديًا فقد كان يبيع الموز والفطائر أثناء احتلال اليابان لبلاده في الحرب العالمية الثانية ليدعم دخل الأسرة، بل كان رجلًا يدرك أهمية المسئولية الملقاة على عاتقة، فقد طلق الطب واعترك السياسة فتم انتخابه نائبًا في البرلمان الماليزى عام ١٩٦٤ وذلك بعد أن بدأ العمل السياسي من سن الـ١٨ عامًا.. وترك منصبه كرئيس للوزراء طواعية بعد ٢٢ عامًا من البقاء على مقعده..

قال مهاتير محمد: مصر تعيش مرحلة انتقالية اتحد فيها الشعب كشخص واحد ودولة واحدة ويجب عليه أن يخطط لإعادة بناء نفسه عن طريق حكومة ديمقراطية.. وفخور بأن مصر تنظر إلى ماليزيا كواحدة من النماذج الناجحة فنحن دولة مسلمة ولدينا عدد كبير من الأعراف والثقافات..

مصر تحتاج إلى درجة من الاستقرار والسلام والعمل لأننى لا أؤمن بالاقتراض على الإطلاق.. وحينما تكون مضطرًا يجب أن يكون الاقترض في نطاق ضيق.. ويضيف مهاتير محمد أن استمرار المظاهرات لن يبنى الدولة المصرية، وعلى المصريين أن ينسوا الانتقام من الماضى وعليهم أن يعلموا أن المحاكمات أفضل من الانتقام في الشوارع، وبالأمن ستتقدم مصر.!!

لا شك أن كلمة مهاتير محمد أقرب إلى روشتة لإنقاذ مصر ومساعدتها في تخطى أزماتها الحالية.. أردت أن أذكر بها من جديد الرئيس القادم لمصر حتى يستفيد منها.. وأيضًا أذكر بها الشعب المصرى العظيم.. وفى القلب منه نخبته التي لم تكن على مستوى المسئولية خلال الفترة الانتقالية.. وما زالت للأسف.
الجريدة الرسمية