يا مصر.. فيكِ العجب!
للشعب حق في أرضه.. ربما تكون جملة معادة ومكررة.. ولكن هل هي مُطبقة على أرض الواقع.. أعتقد أن حق المواطن في تملك قطعة من أرض وطنه.. حق مُقيد ليس بالقوانين ولكن بحكم الواقع والفقر الذي يحرم البعض ليس فقط من قطعة أرض بل من مجرد " أربع حيطان " تضمه وتستره..
منذ آلاف السنين وغالبية الشعب المصرى محروم من أرض بلاده.. كما هو محروم من خيرها وخيراتها.. محروم من تملك قطعة من أرض وطنه..
كثير من دول العالم يحرص حكامها على تمليك الأرض لأهل البلد لأنها حقٌ لهم ولأنهم الأقدر على حمايتها خاصة إذا كان لهم نصيب منها وفيها.. ولأن ذلك جزء من المواطنة.. ولنا في دول الخليج والإمارات بالتحديد أسوة حسنة..
هل من المنطق أن نسمح للأجانب بتملك أرض مصرية وبرخص "التراب" ونحرم أبناء الشعب من تملكها.. لقد حصل بعض أبناء العرب.. وبعض المستثمرين المصريين وبعض الأجانب.. على مئات الفدادين المصرية بأسعار زهيدة في حين أن المصرى البسيط إذا أراد تملك قطعة أرض صغيرة يُقيم عليها بيتًا..عليه أن يدفع الآلاف في حين يدفع الأجانب الملاليم أو العشرات..
بأى منطق.. يتم ذلك..هل صحيح صدق " أيمن بهجت قمر " حين قال ناطقًا بلسان حال المطحونين المظلومين المُهمشبن من الطبقات الدنيا في مصر وما أكثرهم:
بالورقة والقلم خدتينى مية ألم
أنا شفت فيكى مرمطة وعرفت مين اللى اتظلم
ليه اللى جايلك أجنبى عارفة عليه تطبطبى
وتركبى الوش الخشب وعلى اللى منك تقلبى
عارفة سواد العسل.. اهو ده اللى حالك ليه وصل
إزاى قوليلى مكملة وكل ده فيكى حصل
يا بلد معاندة نفسها يا كل حاجة وعكسها
إنسيني انا صبرى انتهى ومش حشوف فيكى أمل
طرداك وهى بتحضنك.. وهو ده اللى يجننك
بلد ما تعرف لو ساكنها والا هي بتسكنك
بتسرقك وتسلفك.. ظلماك وبرضه بتنصفك
إزاى في حضنك ملمومين وانتى على حالك كده
إن مصر مساحتها مليون كيلومتر مربع.. يعيش أهلها على 4% فقط من مساحتها.. فهل ضاقت مصر بما رحبت على أبنائها.. ماذا لو أعطت الدولة لكل مصرى الحق في تملك قطعة أرض وبأسعار معقولة وبأى شروط قانونية معقولة.. هل في هذا شىء عجيب أو غريب.. الأرض ملك لمواطنيها..
في هذه الحالة سنحل أكثر من مشكلة بقرار واحد.. أي " سنضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ".. أولًا: سيمتلك كل مواطن جزءًا من أرضه بقدر استطاعته.. سيصبح للكثيرين "مسكن" .
ثانيًا: ستدخل خزينة الدولة مئات الملايين وعلى مدى سنوات.. ثالثًا: سنحل مشكلة الإسكان لمن لا يستطيع تملك الأرض حيث ستكون المساكن متاحة وبأسعار معقولة لأن سعر الأرض معقول.. أي سنحل مشكلة ارتفاع أسعار المساكن.. رابعًا: وهو الأهم سنقضى على عشوائية البناء التي انعكست على أسلوب حياتنا وسلوكياتنا.. بل وشخصياتنا..
إنها دعوة للمسئولين.. اتركوا الشباب يغزو الصحراء.. يُعمرها.. يبنى عليها مستقبله ومستقبل مصر.. ولكن المشكلة في العقول البيروقراطية التي تحكمنا منذ قرون.. وفي النفوس المريضة التي تستكثر على المصرى البسيط أن يتملك قطعة أرض في وطنه وتفرط في آلاف وملايين الأمتار للأجانب والأغنياء بحجة الاستثمار.. ويا ليتنا في النهاية كشعب نستفيد شيئًا من إهدار هذه الأراضي وتمليكها للغير.. فالعائد يدخل جيوب وبنوك المُنتفعين والفاسدين والحاقدين على المواطن البسيط..
صحيح يا مصر فيكِ كل العجب..