رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور والفيديو.. فيتو داخل منازل الأمهات المثالية بالدقهلية.. عائشة مات زوجها فعملت باليومية لتربى "المهندسين".. فاطمة تولت مسئولية أبناء زوجها الأربعة بعد وفاته.. هبة: زوجة أبى توءم روحي

فيتو

الأم عطاء وحنان بلا نهاية، رحلة كفاح ممزوجة بالألم تتحمل معاناتها من أجل تربية أبنائها، ويأتى 21 مارس ليجد الأبناء فيه فرصة للتعبير عن تقديرهم وحبهم لأمهاتهم، ولكن عندما تكون هدية الأم هي اختيارها أما مثالية وقتها لا يسعها الفرح.

اختارت محافظة الدقهلية عائشة محمود نصر لتفوز في مسابقة الأم المثالية بالمركز الأول، وحصلت نجوى عبد الحميد نور الدين من دكرنس على المركز الثانى، وصفاء إبراهيم صالح جمعة من المنصورة في المركز الثالث، وفاطمة حامد السلمونى من المنزلة "الأم الاعتبارية "، وفازت حياة زكريا عبد المقصود من المنصورة بلقب الابنة البارة. 

وداخل منازل الأمهات المثاليات بالدقهلية التقت فيتو مع عائشة محمود نصر حبيب، 56 عاما، مثال للأم البسيطة التي عاشت لتربى أبنائها وتنتظر الجزاء من الله، فداخل منزلها البسيط بمدينة ميت سلسيل روت الأم المثالية، ملخص 28 عاما في رحلة عمرها لتربى أبنائها الثلاثة بعدما توفى زوجها، لتترك الأم كل ملذات الحياة وتبحث فقط عن سعادة أبنائها.

الحاجة عائشة بدأت حديثها مع فيتو قائلة منذ أن توفى زوجى من 17 عاما والذي كان معاشه 50 جنيها، وكان أصغر أبنائى عمره 4 سنوات، واعتبرت ابنى الأصغر هو زوجى، فهدفى كان تربية أولادى وأن أجدهم في أعلى المناصب.

وتابعت عملت في عيادة أحد الأطباء بالمدينة حتى أستطيع تربية أبنائى وحتى لا ألجأ لأحد، وعندما انتقل الطبيب الذي كنت أعمل بعيادته من المدينة، اضطررت إلى البحث عن أي عمل، ولو كان بسيطا وبالفعل عملت بأحد أفران شوي الأسماك ولقد أعاننى الله ولم أمد يدى لأحد ولى 3 أشقاء و4 شقيقات.

واستكملت وعينها مليئة بدموع الفرحة: ابنى الأكبر شريف 27 عاما حاصل على بكالوريس الهندسة قسم إلكترونيات، وتزوج ومعه ابنة وحصل على المركز الرابع في مسابقة علماء المستقبل.

وأضافت: لحق به شقيقه حسام ليحصل أيضا على بكالوريس الهندسة قسم مدنى، وسافر للعمل بالسعودية، وشقيقتهم الوسطى سمر التي اكتفت رغم تفوقها بشهادة متوسطة ورفضت الالتحاق بالجامعة نظرا لأن مكتب التنسيق قد اختار لها جامعة حلوان، وتزوجت وأنجبت ثلاث بنات هن ليان والتوءم سما ومريم، وأشارت: أبنائى هم من تقدموا بطلب لمركز الشباب لاختياري كأم مثالية وبالفعل وقع على الاختيار. 

وتذكرت أصعب موقف قابلته في حياتى عندما نجح ابني الأكبر شريف بتفوق في الصف الثانى الثانوى بالتيرم الأول وقام وكيل وزارة التربية والتعليم بتكريمه فقام أصدقاؤه بإغوائه وحرضوه أن يقدم ورقة الإجابة دون حل الأسئلة وهذا ما جعلنى في حالة شديدة من الحزن ووقفت وقفة حاسمة وعاد ابني لصوابه ووعدنى بالتفوق وهذا بالفعل ما حدث فقد نال شهادته بتفوق ونال جائزة علمية أيضا بعد تخرجه واخترع جهازا للصم والبكم.

وداخل مدينة المنزلة كانت الفرحة أكبر ففاطمة حامد السلامونى 57 سنة الأم الاعتبارية بالدقهلية " لم تصدق المثل " يا مربى في غير ولدك يا بانى في غير ملكك "، بل قامت بتربية أربعة من أبناء زوجها فضلا عن ثلاثة من أبنائها جميعا سويا، بل كانت هي الأم والأب والعائل.

فيتو التقت مع الحاجة فاطمة داخل منزلها وهى تحتضن أول حفيدة لها من ابنة زوجها التي قامت بتربيتها وقالت توفى زوجى منذ 13 عاما، وكان متزوجا قبلي ولديه أربعة أبناء وعندما تزوجته وجدت حبهم يتسلل إلى قلبي فقد عاملتهم كأبناء لي، وعندما أنعم الله على بثلاثة أبناء آخرين نسيت من هم أبنائي ومن هم أبناء زوجى، عشت حياتى أربي الأبناء السبعة، وزوجى كان على سفر دائم فلم يعش معنا إلا فترات الإجازة، وعدت لمصر عقب إقامتى معه في إحدى دول الخليج، ثم بعدها توفى زوجى الذي كان يعمل مهندسا، منذ نحو 15 عاما وكان أكبر الأبناء هانى في الصف الخامس الابتدائى، وكنت لا أعمل وقتها، وعدت إلى عملى مرة أخرى كمفتش بالتموين.

وأضافت عاملت الجميع معاملة واحدة وجمعيهم كانوا مسئولين منى، فهانى تخرج من تجارة ويعمل بشركة بترول، ورامى ليسانس حقوق، ويعمل في شركة بترول، وجميعهم متزوجون ومعهم أبناء، وريهام متزوجة ومعها 4 أطفال، وهبة ليسانس تربية ومتزوجة، أما أبنائى أميمة بكالرويوس هندسة، وأيمن وأمانى توءم وتخرجوا في الجامعة، واليوم أقول لكل أم ربنا يوفقكم في المسئولية التي تقع على عاتقكم، والتوفيق من عند الله، وأتمنى أن أرى أبنائى في أحسن حال.

أما هبة ابنة زوج الحاجة فاطمة فقالت "إنها توءم روحى وأمى فالأم هي التي تربى، فلم تفرق بينى وبين إخواتى، بل كانت تخاف علينا ولم تشعرنا بأى مسئولية أو هموم، وكانت تتحمل كل شيء عنا وأنا أقول لها ربنا يخليكى ليا".
الجريدة الرسمية