لا تلوموا الفريق عنان!
لقد وجه للرجل العديد من الاتهامات المسيئة، إما بالإشارة إلى أنه سيكون مرشح الجماعة الإرهابية التي التزمت بتمويل حملته الانتخابية وحشد أتباع تيار الإسلام السياسي خلفه سواء بالتصويت.. أو الدعم المعنوى والمادى.
واتهم الرجل من قبل آخرين بأنه رجل أمريكا في مصر واستدلوا بزياراته المتكررة للولايات المتحدة عندما كان رئيسًا لأركان القوات المسلحة، وكان يستقبل بترحابٍ شديد من كبار مسئوليها، وكأن هذا الترحيب يخص شخص عنان لا منصبه القيادى في الجيش المصرى.
قيل إن أمريكا ستدعم الرجل في معركة الرئاسة وربما تمكنه من حكم.. وأنه لا يملك إلا تنفيذ القرار الأمريكى.. ولكن الرجل فاجأ الجميع بقرار الانسحاب.. وأسقط الادعاء بأنه رجل الإخوان.. أو صوت أمريكا.
لم يرتكب الفريق سامى عنان جرمًا عندما أبدى رغبته في خوض معركة انتخابات رئاسة الجمهورية، ويمارس حقه في سبيل واجبه - كأى مواطن مصرى يعتقد بقدرته على تحمل تلك المسئولية الخطيرة.
ولم يخطئ الرجل عندما قرر الانسحاب من المنافسة لأسباب تخصه وحده.. ولا يحق لأحد أيًا كان أن يحاسبه على قراره.. سواء بالإقدام على خوض المعركة الانتخابية أو الانسحاب منها، خاصة أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لم تفتح - حتى كتابة هذه السطور - باب الترشح للمنصب الرئاسى.. وأن الأمور لم تتجاوز مجرد إعلان الرغبة في الترشح ثم الانسحاب.
ورغم ذلك تلقى الرجل طلقات طائشة من أفراد يزعمون أنهم يسعون للحفاظ على الدولة القادرة في مواجهة التيار التكفيرى الذي يدعو إلى هدم مؤسساتها.. ولا أحسب وجود علاقة بين مواجهة هذا التيار ومصر.
وأعلن في مؤتمر صحفى أنه قرر عدم خوض المعركة الرئاسية إعلاء للمصلحة العليا للبلاد وإدراكًا للمخاطر التي تحيق بالوطن وتصديا للمؤامرات التي تستهدف الدولة وتتطلب من الجميع الحرص على صلابة الصف الوطنى.
وكان مفترض بعد هذا الإعلان أن يتراجع الذين هاجموه عن مواقفهم.. أو أن يتجاهلوا الأمر برمته، وهو ما لم يحدث.. إنما هاجموا قرار الانسحاب أيضًا! بعضهم أكد أنه اتخذ قراره بسبب انعدام شعبيته في الشارع المصرى.. آخرون قالوا إن انسحابه يرجع إلى انسحاب الجهات التي وعدت بدعمه من تنفيذ وعودها.. وكلها افتراءات لا يوجد دليل على صحتها، ومحاولة لتشويه تاريخ رجل كان يحتل منصبًا قياديًا في المؤسسة الوطنية التي يستحيل اختراقها.. وهذا لا يعنى أن الرجل لم يكن له إنجازات في إدارة الدولة بعد رحيل مبارك.. لما كان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أخطاء كبيرة في تلك المرحلة.. وكان الفريق عنان أبرز نجومه.
ولكن ما يحير حقًا تلك الحملات التي تستهدف الإساءة إلى كل من يتقدم للترشح لخوض الانتخابات الرئاسية، وهذه الحملات لا يمكن أن تفسر على أنها تخدم حملة المشير السيسي.. بل إنها تؤدى إلى نتائج عكسية تمامًا وتدعم التيار الآخر الذي يقيم دعايته على أنها معركة المرشح الواحد.
وبالرغم من عدم إساءة الظن بنوايا بعض من يتزعمون تشويه منافسى الفريق، إلا أنه ليس بحاجة لتلك الحملات المسيئة.. وشعبيته بين جموع المصريين لا تحتاج لدليل.