الأسر المنتجة
مشروع الأسر المنتجة، من أحد المشاريع الهامة التى ستدعم الاقتصاد المصرى فى المرحلة القادمة وهى من المشاريع التى لا تتطلب رأسمال كبير، وتعتمد على الخامات والأيدى العاملة المدربة التى يمكن لها العمل من داخل المنزل فى أوقات الفراغ وبمساعدة جميع أفراد الأسرة دون الانتقال إلى مكان آخر، والحد من الازدحام فى الطرق والمواصلات والنتيجة هى زيادة المعروض من المصنوعات والخدمات البسيطة التى ستزيد من الجودة نتيجة زيادة المعروض منها، ما سيؤثر على رفاهية الأسرة المصرية بالتأثير الإيجابى.
الصناعات التى يمكن العمل بها داخل المنازل يمكن أن تكون على سبيل المثال أعمال التريكو وأعمال المطبخ للسيدات العاملات المطلوبة لضيق وقت السيدة العاملة من تجهيز الطعام أو القيام بأعمال التطريز والخياطة وإنتاج الحرير الطبيعى وإنتاج عيش الغراب وصناعة الخبز والخدمات الخاصة بالاتصالات والرد على الإيميلات وترتيب المواعيد وأعمال السكرتارية وأعمال البريد ونقل المتعلقات داخل المدينة كمثال وأعمال المساعدة فى تخليص الأوراق من المصالح الحكومية.
هناك الكثير من الأعمال التى يمكن القيام بها من داخل المنازل بسواعد أفراد الأسرة فى أوقات الفراغ ومن مزاياها أن هذه الأعمال ستكون منخفضة التكاليف الإنتاجية لانخفاض تكلفة الأيدى العاملة وتعاون جميع أفراد الأسرة فيها بدلا من ضياع وقت الأسرة فيما بين التسلية ومشاهدة وسائل الإعلام والجدل العقيم الذى لم يجن منه الإنسان إلا ارتفاع درجة حرارته دون عائد أو جدوى منه أو الحديث فى الهاتف والذى لا يسمن ولا يغنى من جوع أن لدينا وقتا كبيرا وهذا الوقت هو حياتنا فإن فات منه ساعة كانت جزءا من أعمارنا .. فلنستثمر أعمارنا فيما هو يعود بالعائد الإيجابى علينا بدلا من أن يضيع هباءً منثورا.
ليس لدينا فى أوقات الأزمات سوى التفكير فى الحلول وكيف نتغلب على مشكلاتنا ليس بالكلمات وإنما بالأفعال التى تعكس إدراك المجتمع وقدرته على تجاوز الأزمات وتخطى الحواجز ومواجهة التحديات بما يكفل السلامة والوصول إلى بر الأمان.
كم من وقت ضاع فى الحياة شابت فيه الرءوس ولم يشعر الإنسان بما مر من عمره ولئن سألت أى إنسان هل شعرت بآخر عشر سنوات من حياتك؟؟ الإجابة دائما تكون بالنفى فلا يوجد من يشعر بمرور الزمان لأن كل إنسان يدور فى فلك دوامات الحياة يبحث فيها عن النجاة وسط الشكوك والظنون والأمل والتفكير فى الغد ما يفسد للإنسان يومه ولا يشعر بحاضره حتى يستهلك عمره.
علينا باستثمار أوقاتنا ومواجهة البطالة فى كل منزل بالتفكير نحو استثمار قدرات أعضاء الأسرة نحو عمل منتج ليس فقط فى حضارة دولة بقدر ما سيساهم فى رفع مستوى معيشة الأسر.
متى سنثبت لأنفسنا وللعالم أجمع أن أحفاد من صنعوا الحضارة منذ آلاف السنين قادرون على ذلك اليوم ولديهم القدرة على التعامل مع الظروف الحالية بكل إيجابية لا الاستسلام والتكاسل الذى نراه الآن.