ثقافة الحوار.. وثقافة الشجار
ما الذي نفعله بأنفسنا.. وبوطننا.. لماذا وصلنا إلى هذا الحد من العداء.. لماذا أصبح شعارنا " كل من ليس معى فهو ضدى".
ليس بالضرورة.. كل من ليس معى هو ضدى.. بل يختلف معى.. ومن المفروض أن الاختلاف لا يُفسد للود قضية كما يقولون.. ولكننا حولنا الاختلاف إلى خلاف وعداوة.. ووقفنا أمام بعضنا البعض وكأننا في حلبة صراع.. للأسف الشديد تحول المجتمع على أيدى مُدعى السياسة.. ومدعى الثقافة.. إلى حلبة صراع أشبه بحلبات صراع الديوك التي كانت موجودة أيام حكم المماليك.
العالم من حولنا ينتهج سياسة الحوار بين الفرقاء.. ونحن اصطنعنا سياسة الشجار بين الأصدقاء.. نعم للأسف الشديد لم يعد الخلاف قاصرًا على المختلفين معنا في الرأى بل امتد ليشمل حتى الأصدقاء والمشتركين معنا في نفس الرأى.. وتحول أصدقاء الأمس إلى أعداء لمجرد الاختلاف في الرأى.
العالم من حولنا ينتهج سياسة الحوار بين الفرقاء.. ونحن اصطنعنا سياسة الشجار بين الأصدقاء.. نعم للأسف الشديد لم يعد الخلاف قاصرًا على المختلفين معنا في الرأى بل امتد ليشمل حتى الأصدقاء والمشتركين معنا في نفس الرأى.. وتحول أصدقاء الأمس إلى أعداء لمجرد الاختلاف في الرأى.
لماذا؟ هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة.. والذي لابد أن نجد له إجابة.. لأن السكوت عنه ليس خطأ.. بل خطيئة.. والفرق بين الخطأ والخطيئة هو "القصد والتعمد".. إن مجتمعنا يمر بمرحلة خطرة.. بل ربما من أخطر مراحل حياته.. فقد انتشرت ثقافة " الشجار ".. وتوارت ثقافة " الحوار ".. والشجار بأى حال من الأحوال حتى ولو اقتصر على الشجار اللفظى أو التراشق بالألفاظ فهو يُشيع حوله جوًا من الفوضوية والعداء غير المبرر بأى حال من الأحوال..
والشجار لا يبنى.. بل يهدم.. لأنه يُفرق ويُشتت ولا يجمع.. أما الحوار حتى ولو كان على أمور خلافية وليست اختلافية.. فهو في النهاية يقود إلى منطقة وسط أو على الأقل إلى تفهم وجهات النظر المُتعارضة.. الاختلاف يعنى الاتفاق على المقصد والهدف ولكن الطريق والطريقة للهدف والمقصد مختلف.. أما الخلاف.. فهو تعارض المقصد والوسيلة وكل شيء وهذا ما يولد النزاع والشجار.. لأنه في الخلاف عناد وتحد..
والاختلاف تربة خصبة للحوار.. أما الخلاف فهو تربة صالحة للشجار والصدام.. فالخلاف يعنى عدم توافق الأطراف وبالتالى عدم الوصول إلى أي نتيجة.. أما الاختلاف.. فهو وسيلة للتكامل.. أو التوافق بين الآراء.. الاختلاف يعنى احترام الرأى الآخر.. أما الخلاف فلا يعنى سوى التعصب والأنانية.. وعدم احترام حرية الآخرين في الاختلاف.. إنه ببساطة احتقار للرأى الآخر..
والشجار لا يبنى.. بل يهدم.. لأنه يُفرق ويُشتت ولا يجمع.. أما الحوار حتى ولو كان على أمور خلافية وليست اختلافية.. فهو في النهاية يقود إلى منطقة وسط أو على الأقل إلى تفهم وجهات النظر المُتعارضة.. الاختلاف يعنى الاتفاق على المقصد والهدف ولكن الطريق والطريقة للهدف والمقصد مختلف.. أما الخلاف.. فهو تعارض المقصد والوسيلة وكل شيء وهذا ما يولد النزاع والشجار.. لأنه في الخلاف عناد وتحد..
والاختلاف تربة خصبة للحوار.. أما الخلاف فهو تربة صالحة للشجار والصدام.. فالخلاف يعنى عدم توافق الأطراف وبالتالى عدم الوصول إلى أي نتيجة.. أما الاختلاف.. فهو وسيلة للتكامل.. أو التوافق بين الآراء.. الاختلاف يعنى احترام الرأى الآخر.. أما الخلاف فلا يعنى سوى التعصب والأنانية.. وعدم احترام حرية الآخرين في الاختلاف.. إنه ببساطة احتقار للرأى الآخر..
الاختلاف إيجابى وفيه رحمة.. فكل منا يكمل نقص الآخر.. أما الخلاف فهو سلبى لأنه لا يؤدى إلاَّ إلى البغضاء والأحقاد والتناحر.. وبالتالى إضعاف المجتمع.. وتمزيقه بين أطراف متناحرة.. متنافرة.. وهذا هدف القوى المعادية للوطن سواء الداخلية أو الخارجية.. فالخلاف يُحقق مصالحهم وأهدافهم لأنه زرع للفتن بين أبناء الوطن.
من الضرورى أن نختلف فهذه طبيعة الحياة والبشر.. ومن المفيد أن نتحاور لنصل إلى منطقة وسط أو إلى بر الأمان.. ولكن ليس من العقل أو الحكمة أن يكون الخلاف وربما لاتفه الأسباب هو أسلوب ومنهج يحاول البعض أن يفرضه على المجتمع لتحقيق أغراضهم..
علينا أن نُدرك أننا جميعًا في قارب واحد.. وأن الخلاف سيقودنا إلى الهلاك لا محالة.. علينا أن نتحاور لا أن نتشاجر.. علينا أن نبحث عن جسور للتواصل فيما بيننا لا أن نهدم كل ما بيننا.. الحوار لا الشجار.. هو الحل والأمل.