رئيس التحرير
عصام كامل

وجه قطر القبيح


لم تعد دول مجلس التعاون الخليجى قادرة على تحمل تجاوزات قطر التي فاقت كل الحدود بحيث أصبحت تهدد استقرار تلك الدول وتنشر الفوضى بها.
وجاء قرار سحب سفراء المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين من قطر، بمثابة جرس إنذار لدفعها إلى مراجعة مواقفها من التدخل في سياساتها الداخلية، ورعاية وتمويل جماعة الإخوان الإرهابية التي تسعى إلى إحداث القلاقل وتحريض الشباب على الحكام بدعوى أنهم لا يلتزمون بتعاليم الإسلام.

وتعدى الأمر مرحلة التحريض إلى تشكيل خلايا للجماعة هدفها الانقلاب على السلطة الشرعية وقد كشفت التحقيقات مع قيادات الجماعة في الإمارات عن مؤامرة تم التخطيط لها والاستعداد لتنفيذها لولا نجاح الأمن الإماراتى الذي كان يتابع أنشطتها في إحباطها.

ولم تكن الإمارات وحدها التي كادت أن تكتوى بنار الجماعة المدعومة من قطر، إنما عانت السعودية من المؤامرات القطرية سواء بتحريض الشباب أو باستضافة كل أطياف المعارضة للحكم السعودى في الدوحة ليتخذوا من قناة الجزيرة منبرا للحرب الإعلامية الموجهة ضد الرياض.

أما البحرين فقد نالها من حب قطر جانبا بتدخلها المباشر من أجل إشعال الفتنة بين مواطنيها.

وبالرغم من أن قطر فوجئت بالتشدد الخليجى نحوها لأول مرة، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أنها ليست قادرة على التراجع عن ممارسة دورها في إثارة القلاقل داخل دول المجلس الخليجى بما يخدم سياسات عالمية أكبر بكثير من حجم دولة قطر، وذلك عن طريق رعاية وتمويل التنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل الحوثيين في اليمن والإخوان المسلمين في مصر ودول عربية وأجنبية.

تزعم قطر أن موقفها المساند لجماعة الإخوان لا يؤثر على مصالح دول الخليج وإنما مجرد خلاف في وجهات النظر لسياسات خارج دول المجلس الخليجى في إشارة إلى مصر التي تدعمها الدول الثلاث بينما ترعى قطر جماعة الإخوان.

وقد أوضح البيان الصادر عن الدول الثلاث أن الأمر يتجاوز الخلاف في الرأى؛ لأن قطر ترعى المنظمات الإرهابية إلى تسعى إلى تهديد أمن دول الخليج مثل الحوثيين وفى اليمن وحزب الله، ولها علاقة وثيقة بإيران.

وردا على مزاعم قطر بأن الخلاف يدور حول الموقف من السياسة المصرية أعرب عدد كبير من قادة الفكر في الدول الخليجية الثلاث أن مصر تخوض الحرب ضد الإرهاب نيابة عن العرب، وعندما تساند دول الخليج مصر فإنها تدافع عن نفسها ضد عدو واحد، وأن دفع مصر نحو الفوضى لا يهددها فقط إنما يهدد المنطقة العربية.

وجاء التصعيد السعودى الذي يجرم الانتماء إلى جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية المماثلة ليقضى على مساعى قطر في تحقيق مصالحة مع الدول الثلاث وهى المهمة التي تتصدى الكويت للقيام بها، ويجيء الموقف السعودى الأخير ليؤكد أنه لا مصالحة إلا بعد أن تتخلى دولة قطر عن سياساتها، وهو ما يبدو حتى الآن أنه فوق قدرتها.
الجريدة الرسمية