رئيس التحرير
عصام كامل

آشتون في طهران: لا ضمانات حول اتفاق شامل مع إيران

مفوضة الشئون الخارجية
مفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوربي آشتون

أبدت مفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوربي آشتون تحفظها إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران حول البرنامج النووي، فيما بدا نظيرها الإيراني ظريف متفائلًا باحتمال التوصل لاتفاق خلال خمسة أشهر على أبعد تقدير.


صرحت مفوضة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوربي، كاثرين آشتون، الأحد (التاسع من مارس في إطار زيارتها الأولى إلى إيران، أن المفاوضات النووية بين طهران والقوى العظمى في مجموعة "5+1" "صعبة" و"لا ضمان للنجاح" في التوصل إلى اتفاق نهائي. وقالت آشتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإيراني محمد جواد ظريف "إن الاتفاق المرحلي المبرم في نوفمبر هام جدًا جدًا لكنه ليس بأهمية الاتفاق النهائي. إننا نخوض مفاوضات صعبة مع تحديات، ولا ضمان للنجاح".

بدوره، أشار ظريف إلى أن هناك إرادة سياسية للاستمرار في المباحثات النووية حتى التوصل إلى اتفاق شامل و"نحن نعتقد أنه يمکن التوصل إلى هذا الاتفاق خلال خمسة أشهر أو أقل".

هذا وستلتقي آشتون الأحد كبار المسؤولين الإيرانيين في إطار زيارة تحمل أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للعلاقات بين إيران وأوربا، ولتبحث أيضًا الملف النووي الإيراني. وتعتبر هذه الزيارة الأولى لمسئول أوربي رفيع المستوى منذ زيارة خافيير سولانا في 2008، علمًا بأن الاتحاد الأوربي يعد طرفًا أساسيًا في المفاوضات النووية وآشتون تلعب دورًا مركزيًا في المحادثات الحالية الصعبة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن هذا الملف الشائك.

وأعلن الاتحاد الأوربي أن آشتون "تزور طهران لإجراء سلسلة اجتماعات على مستوى عال"، مضيفًا أن هذه الزيارة الثنائية "ستتمحور حول سلسلة ملفات ذات اهتمام مشترك".

وتأتي هذه الزيارة تتويجًا للتقارب بين إيران والدول الغربية بعد انتخاب المعتدل حسن روحاني رئيسًا وتوقيع الاتفاق المرحلي بشأن البرنامج النووي لطهران في 24 نوفمبر بجنيف، عندما توصلت إيران مع الدول العظمى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا إلى خطة عمل لستة أشهر مطبقة منذ 20 يناير وتنص على تجميد بعض الأنشطة النووية الحساسة لقاء رفع جزء من العقوبات التي تخنق اقتصاد الجمهورية الإسلامية.

كما من المتوقع أن يتم خلال هذه الزيارة التطرق إلى مسألة حقوق الإنسان، التي تعتبر موضوعًا خلافيًا بين الجانبين، في ظل انتقاد الأوروبيين لاستخدام عقوبة الإعدام في إيران وسجن معارضين سياسيين، بحسب مقربين من الوفد

وكان نواب محافظون قد نددوا باللقاء في ديسمبر الماضي بين وفد من البرلمانيين الأوروبيين والحائزين على جائزة سخاروف لعام 2012 والمحامية نسرين ستوده والمخرج السينمائي جعفر بناهي. وكانت آشتون قد التقت مساء أمس السبت ممثلين عن المجتمع المدني، بينهم نساء، بحسب مصادر قريبة من الوفد.

وتأتي هذه الزيارة أيضًا قبل اجتماع سياسي بين المسؤولين الإيرانيين ومجموعة "5+1" في السابع عشر من مارس في فيينا. وأكد ظريف مرات عدة أنه يمكن التوصل إلى اتفاق اعتبارًا من يوليو، لكن ما زالت مسائل حساسة عدة عالقة وخصوصًا حجم برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وموقع التخصيب في فوردو ومفاعل المياه الثقيلة في أراك.

ويطالب الأوربيون بإغلاق هذين الموقعين، لكن طهران ترفض رفضًا قاطعًا هذا الأمر. وتؤكد إيران استعدادها لاتخاذ تدابير من أجل ضمان عدم حصول أي انحراف في برنامجها النووي نحو هدف عسكري. ويشتبه الغربيون وإسرائيل بأن إيران تسعى إلى امتلاك سلاح نووي تحت غطاء برنامجها المدني، رغم نفي طهران المتكرر لهذا الأمر.
الجريدة الرسمية