رئيس التحرير
عصام كامل

لا.. يا دكتور أبوالغار!!


كنا نتمني أن يعترف الدكتور محمد أبوالغار -رئيس الحزب المصري الديمقرطي - بعدم جماهيرية الأحزاب -بما فيها حزبه- لدى الشارع.. فالكثير من الناس لا يعرف أسماء هذه الأحزاب ورؤساءها رغم عددها الكبير الذي اقترب من الثمانين.. ولا يوجد مانع لعقد اجتماعات ولقاءات بينها وبين الجماهير!!


ولكنه للأسف تجاهل هذه الحقيقة وكعادته ادعي أن هناك حملة ممنهجة تعمل على تشويه الأحزاب السياسية محذرا من اختفاء هذه الأحزاب في البرلمان القادم إذا ما استمر الحال على ذلك!

ثم يناقض الدكتور أبوالغار نفسه ويقول إن الأحزاب السياسية ليست ضعيفة كما تروج الدولة نافيا أن تشهد الانتخابات البرلمانية القادمة أي تزوير!

وأقول للدكتور أبوالغار.. طالما أنت واثق من قوة الأحزاب السياسية ومنها حزبك طبعا.. وتواجدها في الشارع كما تقول.. إذن فلماذا هذا التشكيك والتخوف من عودة الحزب الوطني ونظام مبارك لتكوين البرلمان القادم..

يا دكتور.. ما تقوله أوهام.. فأنت تعرف أنه لا عودة للوجوه القديمة.. ولا عودة للحزب الوطني المنحل.. لأنه أيضا حزب ورقي مثل كل الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة حاليًا!!

لقد كان يحدونا أمل -يا دكتور- أن تنهض الأحزاب السياسية بعد الثورة لتمارس دورها في معارضة قوية تبدأ بممارسة الديمقراطية بين أعضائها أولا لاختيار الأكفأ والأفضل بما في ذلك تصعيد الشباب.. وثانيا أن تتواجد هذه الأحزاب في الشارع وتتواصل مع الناس حتى تجد طريقها إلى البرلمان عبر تنافس شريف يعمق الديمقراطية والتعددية.. ويثري الممارسة السياسية، ويدفع نحو حراك سياسي أكثر حيوية وتعبيرا عن آمال الجماهير، وليس أحزاب كرتونية «صورية» تظهر في الفضائيات أكثر من تواجدها بين الناس.

ضعف الأحزاب السياسية سببه أنتم -يا دكتور- لأنكم اخترتم الطريق السهل وهو المعارضة من أجل المعارضة من داخل المكاتب والفضائيات.. ولا تلوموا إلا أنفسكم وبلاش تتحججوا بالدولة العميقة مرة.. ونظام مبارك مرة أخرى والشعب لا يعترف بها لأنه لا يشعر بها أصلا!!
الجريدة الرسمية