رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر


يُعرفُ الرجال بالمواقف، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أحد أولئك الرجال الكرام، الذين لا يهابون سلطانًا جائرًا، ولا حاكمًا ظالمًا، ولا يخشون على منصب، فالمناصب، كبرت أو صغرت، إلى زوال، ولكن العقول التى تسكنها العتمة،لا تفقه ذلك.


فالدكتور "الطيب"، منذ أن ابتلى اللهُ مصر بحُكم الإخوان، صاحبُ موقف، ورأى، وكلمة،لا يهادنُ أحدًا، يدرك أن الإخوان يدبرون له أمرًا بليل،لإزاحته عن منصبه، حتى يستبدلوه بواحد منهم، فلا يتردد ولا ينافق، بل يزداد صلابة وقوة.

خططت مؤسسة الرئاسة لإحراجه أكثر من مرة، تارة فى جامعة القاهرة، وتارة فى مطار القاهرة، وتارة فى ذكرى المولد النبوى، فيُحرجها، ويُوجّه لها الصفعة تلو الصفعة.

وعندما حضر الرئيس الإيرانى "أحمدى نجاد"، إلى القاهرة، مؤخرًا، لم يخضع ولم يخنع، بل صدح صوته بكلمة الحق، مطالبًا بمواجهة المد الشيعى فى بلاد أهل السنة والجماعة، فى بلاد السنة، وعدم ملاحقة السنة الإيرانيين فى بلادهم، وزاد على ذلك تأكيده على ضرورة عدم تدخل طهران فى شئون الخليج، واحترام البحرين، كدولة عربية شقيقة.

وفى الوقت الذى يكيد الإخوان لـ"الطيب"، ليل نهار، ولا يحفظون للرجل، قدره الذى يستحقه، ويحرضون عليه مليشياتهم الإلكترونية، تأتيه الإشادة والتحية من وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الذى كتب فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "تحية من الخليج لشيخ الأزهر الحر".

هكذا ترى الدول الإسلامية، بصفة عامة، ودول الخليج بصفة خاصة، شيخ الأزهر، رجلًا حرًا،لا ينحنى لحاكم، ولا يوظف الإسلام فى خدمة السياسة، كما يصنع "غربان" الإخوان، و"بوم" السلفية.

وسوف يبقى الدكتور أحمد الطيب، رمزًا للرجولة والحرية والكرامة، ولو كره الإخوان، ولو أطاحوا به، واستبدلوه بذيل من أذيالهم، يلبى أوامرهم، ويحقق أحلامهم.

الجريدة الرسمية