رئيس التحرير
عصام كامل

الرسالة الإعلامية


حالى مثل حال الكثيرين مثلى من كثرة ما عاصرنا من أخبار تفوق حد الإدراك إلى أن أصبح متابعة القنوات الإعلامية ضربًا من الجنون فبعد متابعة مستمرة للإعلام المصرى يقوم المشاهد ليجد نفسه فى قمة التوتر والضيق الناتج عن الانفعال لما تابعه باهتمام .


إن التصريحات الإعلامية المستفزة والتى تدمر السلام النفسى لأى مشاهد ليترك بعدها التليفزيون بكمية طاقة سلبية لو وزعت على الأسرة وعلى المجتمع لفاض منها الكيل .

ولاشك أن الأسر المصرية والشارع المصرى هم أكثر المتأثرين بهذا الانفعال فالآن نسمع عن حوادث كثيرة أسبابها تافهة وردود أفعال مرتكبيها فاق حد الفعل نفسه إلى أن شكّل جريمة يندم الإنسان عليها بعد الفعل ولا يتذكر ما هو سبب الفعل فى حد ذاته .

إن الرسالة الإعلامية أمانة تقتضى من القائمين عليها أن يراعوا الله تعالى فى المشاهدين والمتأثرين بهذه الرسالة فمنها رسالات إيجابية تعطى التفسيرات والخبرات والتوعية اللازمة والبحث فى الأمور للوصول إلى الحقائق والعمل الإيجابى المتمثل فى حل المشكلات وإيجاد البدائل مما يصنع وطناً ويصنع مستقبلاً أفضل.

ولكن الملاحظ على الإعلام المصرى هو التركيز على السلبيات وإيجاد التفسيرات دون الوصول إلى حلول بل تطور الأمر إلى المنافسة بين مقدمى البرامج على مدى ما يؤثره البرنامج الخاص به فى إثارة المجتمع أو إثارة فكر المؤامرات وأن وراء كل حدث خدعة ليترك عقول المشاهدين ما بين مطرقة الشك وسندان الخديعة ليفقد الإنسان وعيه ويستهلك طاقاته الشخصية فى المحاولة للوصول إلى الحقيقة المختفية .

ثم تسابق مقدمو البرامج على الفوز بمن يستضيف المتضادين فى الأفكار والآراء ليصنع عرضًا مثيرًا لايكون الهدف منه إثراء الأفكار بقدر ما يكون الهدف إظهار قدرة مقدم البرنامج على إثارة المشاهدين وقدراته فى السيطرة وإثبات ذاته وتحقيق شهرته ليتغلب الهدف السلبى على أى هدف إيجابى قد ينتج من هذا اللقاء .

إن الحديث فى السياسة ومواضيع الساعة ذات الجدل البيزنطى التى أوقفت العمل إلى المرحلة التى نحن فيها الآن سنجنى منها تدهور كل شىء حتى أنفسنا والنتيجة صفر .. متى تصبح الرسالة الإعلامية رسالة إيجابية تهدف إلى رفعة الشعب المصرى والعمل على إيجاد حلول للمشكلات ودفع عجلة الإنتاج للخروج بنتيجة تحفظ فقراءنا من ألم الجوع بدلاً من الدوران فى حلقة مفرغة لتحليل الرأى والرأى الآخر دون جدوى أو نتيجة تعود على الشعب المصرى .

إن الإعلام أمانة ورسالة يجب أن توظف من أجل خلق القيمة الحقيقية للمجتمع المصرى لا من أجل الجدل العقيم الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع .

الجريدة الرسمية