رئيس التحرير
عصام كامل

سمعة مصر.. بين حجي وزويل !


فرق كبير بين الأسلوب الذي اتبعه الدكتور عصام حجى - المستشار العلمى لرئيس الجمهورية - في التعليق على اختراع القوات المسلحة لجهاز تشخيص علاج الفيروسات قبل أن يحضر إلى مصر، ويناقش الخبراء ويطلع على النتائج التي تحققت، وقد تسرع بوصفه بالفضيحة العلمية لمصر، وبين الموقف المسئول الذي اتخذه العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، الذي أعلن أنه لا يستطيع أن يصدر تقييما دقيقا حول الاختراع؛ لأنه لم يطلع على تفاصيله، ولكنه يتمنى أن يحقق هذا الاختراع نجاحا عالميا يضيف إلى رصيد الإنجازات العلمية لمصر على المستوى العالمي.


موقفان متباينان.. حجى الذي تسرع بتشويه إنجاز علمى لمؤسسة لها كل الاحترام، ولم يراع منصبه الرسمى كمستشار علمى لرئيس الجمهورية.. وأن جهات عديدة معادية ستتلقى تصريحاته بترحاب شديد؛ لأنها تصدر من «أهل البيت» وليست من جهات معارضة، وتستخدمها في الإساءة للقوات المسلحة التي تخوض معارك شرسة ضد الإرهاب وتواجه تحديات غير مسبوقة في الداخل والخارج، ونحن لا نشكك في نوايا حجى ولكن معظم النوايا الحسنة قد تقود إلى الجحيم.. والدليل موجة الهجوم العاتية التي وجهت للقوات المسلحة استنادًا إلى تصريحاته.

وقد سارع الدكتور زويل إلى نفى ما تردد حول إشادته بتصريحات حجى أو أن رأيه كان صائبًا، بما لا يدع مجالا للشك أن الرجل يقدر الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، ولا يرغب في أن يشارك في حملة تستهدف تشويه القوات المسلحة، وتشكك في مدى مصداقيتها.

ولم يكن الدكتور زويل وحده الذي اتخذ موقفا مسئولا من اختراع القوات المسلحة، وإنما العديد من العلماء المصريين الذين حصلوا على سمعة عالمية في أمريكا وأوربا.. رفضوا بشدة التصريحات التي أدلى بها المستشار العلمى للرئيس.. خاصة بعد أن لاحظوا أن الإعلام المعادى لمصر استغلها أسوأ استغلال، ومن بين هؤلاء العلماء الدكتور محمود الشريف، الذي يعد من أبرز العلماء المصريين في أمريكا والأستاذ بجامعة دركسيل الأمريكية ومؤسس ورئيس مركز بحوث الليزر بالجامعة، والذي أدان تصريحات حجى دون أن يعرف التفاصيل العلمية للاختراع، وأشار إلى أن الأسس العلمية التي اعتمد عليها الباحث سليمة وسبق استخدامها كثيرا.

يزعم حجى أنه رفض الإدلاء بأحاديث صحفية إلى العديد من المجلات الأجنبية، التي سعت للحوار معه، وأنه رفض الإساءة إلى صورة مصر ومهاجمتها.. واعتبر أن الأمر شأن داخلي، لكن نوايا حجى الحسنة لم تمنع الذين يسعون للإساءة إلى مصر من استخدام موقفه إلى أبعد مدى.

هذا هو الفرق بين حجى وغيره من العلماء المصريين وفى مقدمتهم زويل.
الجريدة الرسمية