رئيس التحرير
عصام كامل

«كود الشاطر».. الداخلية تحقق مع نائب المرشد في اغتيال «ضباط الأمن الوطنى».. التحقيقات تكشف خلايا «الإرهابية» في الشرقية والسويس.. تعديل قاعدة بيانات قيادات «الداخلية

خيرت الشاطر
خيرت الشاطر

جاءت عمليات استهداف ضباط جهاز الأمن الوطنى، ونجاح العناصر الإرهابية في اغتيال بعضهم، لتثير التساؤلات حول كيفية حصول الجماعات الإرهابية والمتطرفة على البيانات الدقيقة لهؤلاء الضباط، ومن ثم نجاحهم في اصطيادهم بسهولة.. 

وفى هذا الشأن كشفت مصادر مطلعة أن اغتيال ضباط الأمن الوطنى يتم وفق خطة معدة مسبقا تم وضعها مع الصعود السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية، وتقوم بتنفيذها عناصر مدربة على مستوى عال في معسكرات خاصة في الصعيد، وبإشراف مباشر من خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة.

المصادر كشفت لـ «فيتـو» عن معلومات وتفاصيل خطيرة حول مخطط استهداف واغتيال ضباط الأمن الوطنى، خصوصا المكلفين بملفات الإخوان والعناصر الجهادية والتكفيرية المتطرفة قائلة: « مع الصعود السياسي لجماعة الإخوان في أعقاب ثورة 25 يناير، وضع قادة الجماعة وعلى رأسهم نائب المرشد العام خيرت الشاطر، خطة محكمة تستهدف تفكيك جهاز الأمن الوطنى وتفريغه من الكفاءات. 

وكان من بين بنود تلك الخطة إنشاء شبكة مدعومة بأجهزة متطورة تم استيرادها من الولايات المتحدة الأمريكية، وبتمويل من التنظيم الدولى للإخوان وقطر، قادرة على التنصت على جميع المكالمات الواردة لضباط الجهاز والصادرة منهم، سواء على التليفونات الأرضية، أو أجهزة اللاسلكى الخاصة بهم، ونجحوا بالفعل في تجنيد بعض الضباط من ذوى النفوس الضعيفة، ومن خلالهم حصلت الجماعة على ترددات الموجات الخاصة بأجهزة اللاسلكى في الأمن الوطنى، وكذلك على بعض الشفرات التي يستخدمها الضباط في عملهم.. وكانت النتيجة أن كل ما يحدث ويدور داخل الجهاز، يصل مباشرة إلى رجال خيرت الشاطر».

المصادر أضافت أنه من خلال محادثات اللاسلكى تلك حصل الإخوان على «الأكواد» الخاصة بالضباط، والمأموريات المكلفين بها، ومن ثم تمكنت العناصر الإرهابية من الهرب قبل ضبطها بدقائق، بل نجحت في اغتيال الضباط كما حدث مع المقدمين محمد أبوشقرة، ومحمد مبروك.

المصادر أشارت إلى أنه يوجد في مصر نحو 200 ألف جهاز من تلك الأجهزة (عبارة عن أجهزة لاب توب وكمبيوتر وموبايلات حديثة)، معظمها تم بيعها بشكل طبيعى جدا من قبل شركة عالمية لضباط الشرطة.

التنصت على أجهزة اللاسلكى، لم يكن وسيلة الإخوان الوحيدة لكشف أسرار الأمن الوطنى، بل اعتمدوا على التليفونات الأرضية أيضا، ونجحوا في تجنيد بعض الموظفين الحكوميين من الموالين للجماعة بتحريض وترتيب من القيادى الإخوانى محمود عزت، ومن خلالهم رصدوا المكالمات الصادرة والواردة للضباط، سواء أثناء وجودهم في مقار عملهم أو في منازلهم.. 

واستطاعوا تكوين قاعدة بيانات معلوماتية عن كل ضابط تتضمن طبيعة عمله والملف المكلف به، وأسماء عائلته وأقاربه وعنوان منزله.. واستغلوا هذه المعلومات في فترة من الفترات في إرسال رسائل تهديد إلى الضباط، لإرهابهم وإثنائهم عن أداء المهام المكلفين بها.. وفى ذات الوقت تم تكوين مجموعات من العناصر المتطرفة، مهمتها الأساسية مراقبة ورصد تحركات ضباط يتم تحديدهم من قبل قيادات الجماعة، وجمع أكبر قدر من المعلومات عنهم، للاستفادة منها في حال قررت الجماعات الإرهابية اغتيالهم.

أما البند الأخطر في الخطة الإخوانية لاستهداف ضباط الشرطة بصفة عامة، وضباط الأمن الوطنى بصفة خاصة بحسب المصادر، فيتمثل في تأسيس «تنظيم سرى»، يضم عناصر قتالية مدربة جيدا على استخدام السلاح وصنع المتفجرات على أيدى «عناصر من حركة حماس الفلسطينية»، لتنفيذ عمليات اغتيال الضباط. 

هؤلاء يتم تجنيدهم من الشباب المتحمس، ويتم وضعهم في معسكرات تدريب بالمناطق الجبلية في صعيد مصر كنوع من التمويه، بعد أن اتجهت كل الجهود الأمنية إلى سيناء، ويخضعون لتدريبات مكثفة لمدة 6 أشهر في جبال قنا وأسيوط على الألعاب القتالية واستخدام السلاح وتصنيع المتفجرات باستخدام مادتى « تى أن تى»، و» سى 4»، بعدها يصبح العنصر جاهزا لتنفيذ المهام التي يكلف بها.. 

أما الأسلحة فيحصلون عليها من خلال المهربين عبر الحدود مع السودان وليبيا.. أعضاء هذا التنظيم السرى، لا يشاركون في أي تظاهرات أو فعاليات في الشارع حتى لا يتم رصدهم أو القبض عليهم.

المصادر أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية، أجرت تحقيقات موسعة مع خيرت الشاطر في محبسه خلال الفترة الأخيرة، وبعد القبض على عدد من العناصر المتطرفة شديدة الخطورة، الهدف منها معرفة أي معلومات عن تنظيمه السرى، وأماكن أجهزة التنصت التي استخدمها في مراقبة ضباط الأمن الوطنى، وأسفرت التحقيقات عن التوصل إلى أطراف خيوط عن الخلايا العنقودية المنتشرة في محافظتى الشرقية والسويس. 

وقالت المصادر إن التحقيقات توصلت إلى أن عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى، استأجرت بعض الشقق والفيلات، في مناطق الشروق و6 أكتوبر والتجمع الخامس، والمطرية وحلوان، واستخدمتها كمخازن للسلاح والمواد المتفجرة، وأخفت بعض أجهزة الاتصال والتنصت في مدارس خاصة تابعة للجماعة، استعدادًا لتنفيذ مهام إجرامية تستهدف المرافق الحيوية ومنها مترو الأنفاق، ومقار جهاز الأمن الوطنى.

في المقابل – وبحسب المصادر- فإن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، رصدت تفاصيل تلك الخطة، وعلى الفور سارعت بإنشاء قاعدة بيانات جديدة لضباط وقيادات جهاز الأمن الوطنى، احتوت على المعلومات الأساسية عنهم، وأرقامهم الكودية، وتم تأمينها بتقنيات متطورة للغاية بحيث يصعب اختراقها، ولا يسمح لأى شخص بالاطلاع عليها سوى وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطنى.

في سياق متصل أكد اللواء «طلعت مسلم» الخبير الأمنى أن الجماعات الإرهابية نجحت بالفعل في الحصول على البيانات الخاصة والأسماء الكودية والحركية لبعض ضباط الأمن الوطنى، ولم يستبعد تورط بعض شركات الاتصالات في ذلك.. وقال إن بعض الأجهزة القريبة من وزارة الداخلية وبعض ضباط جهاز الأمن الوطنى متورطون في تسريب المعلومات للجماعات الإرهابية، الأمر الذي مكنها من رصد تحركاتهم وتنفيذ جرائم اغتيالهم.
"نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية