رئيس التحرير
عصام كامل

محلب في الشارع.. ورؤساء الأحياء في المكاتب !


بلد ضاع منه القانون.. وأيضا ضاع منه الحب والعمل وحل محلهما الكرة والجدل والفوضى.. لا يمكن أن ينمو أو يزدهر، وعندما يغيب القانون يصير كل شيء مستباحًا، ولا شيء مستبعدًا.


فالدولة عندما تغيب.. تحضر الفوضى.. وهو جو يهيئ لاضطراب القيم وتدني الأخلاق وانحطاط المثل العليا في المجتمع، وسيادة البلطجة والعنف، وبث الخوف والترويع في نفوس المواطنين لاسيما الضعفاء والفقراء والفئات المهمشة..

وهو ما يدعونا جميعا للتوقف وتدبر العاقبة ومراجعة المواقف، والإجابة عن سؤال حتمي: لماذا وصلنا لما نحن فيه؟! وكيف نخرج من هذا النفق المظلم، وكيف نجنب البلاد والعباد ويلات الفوضي والانقسام والاحتراب الأهلي والإفلاس الاقتصادي الذي نقف على بعد أمتار قليلة منه إذا ما استمرت أحوالنا على هذا السوء لا قدر الله!!

وحتى لا نرجع للوراء،، وحتى لا نغرق في تفاصيل وسجالات سوفسطائية من عينة: من تسبب في ماذا.. ومن يتحمل مسئولية البدايات الخاطئة فذلك وحده يشغلنا عن المضي قدما في إنقاذ المستقبل الذي لابد من المسارعة إليه بجماعية وتوافق وعزم لا مفر منه.. وإلا فالعاقبة أسوأ بكثير مما نتصور أو مما يدور في خلد أكثرنا تشاؤما.. ولكنها ليست مستحيلة..

وأظن أن بدايتها مبشرة فقد نزل معظم الوزراء إلى الشارع يتابعون المشاكل على الطبيعة.. رئيس الوزراء نفسه زار في يوم واحد مجمعا استهلاكيا وقسم شرطة ومستشفي.. وزير الداخلية زار أكثر من موقع خدمي وشرطي.. نفس الشئ فعله وزير الإسكان وكنت أتمنى أن يزور مسئول نفق الأزهر بعد أن تكرر انقطاع التيار الكهربائي عنه وتعطيل حركة المرور.. ولابد أن يعاقب المتسبب عن ذلك بأشد العقاب.. المفروض أيضا أن يتحرك رؤساء الأحياء بعد أن وصلت الزبالة بالشوارع إلى منتهاها!!

لا شك أن الزيارات الميدانية لها انعكاسات إيجابية الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين الأداء والاستجابة لشكاوى الناس.. وكشف المقصرين وردع المتخاذلين والمتجاوزين!!

أتمني من المعارضة والأحزاب السياسية والثوار والتيارات الذين يقضون وقتهم في الفضائيات يلعنون الحكومة الجديدة بداع وبدون داع أن يساعدوها بتقديم أفكار ورؤي لحل المشاكل بدلا من السباب والاتهامات.. وأسالهم متي تنزلون إلى الشارع وتلتحمون مع همومه وآلامه وطموحاته ؟!

كيف تخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة والفجوة كبيرة بينكم وبين الشعب!! مصر في حاجة إلى كل أبنائها.. ساعدوا الحكومة الجديدة في بسط الأمن والأمان ودحر الإرهاب.. فلا تنمية ولا ديمقراطية حقيقية.. ولا عدالة بدون أمن وتعليم وعلم. الشعوب تنهض وتتقدم بالحب والعمل والعرق وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
الجريدة الرسمية