رئيس التحرير
عصام كامل

لمن تعطي صوتك (2).. ؟


• واصل الشاب الذي سألته: لمن تعطي صوتك في الانتخابات الرئاسية المقبلة التنفيس عن غضبه قائلًا: لكن الأمل في رجل تم تجريبه في أعلى درجات المسئولية كوزير للدفاع لبى نداء الوطن في لحظة خطر، حاملا رأسه على كفيه، وأنقذ البلاد من شر الفتن ومشروع التقسيم الأثيم، ولديه تجارب نجاح ملموسة في إدارة الأزمة والنهوض بالقوات المسلحة واستعادة علاقتها الحيوية الحميمية بالشعب.. وهو ما يجعل المشير السيسي بمثابة الرئيس الضرورة رغم ما يثيره أدعياء الثورة من (ترهات) بعودة النظام القديم أو عسكرة الدولة، ناسين أن معيار الحكم هو الإنجاز وحده، والبرنامج الانتخابى الذي سوف يقدمه المرشح السيسي للمستقبل لينقل البلاد من حالة الفوضى والكساد والبطالة إلى الاستقرار والانتعاش.


• الأمل كبير أن يترشح المشير السيسي للرئاسة كما قال عمرو موسى بعد أن يترك الجيش ويترشح كأي مواطن عادي في غضون أيام قليلة ببرنامج شامل جامع يحتوى أولويات عاجلة وآجلة في كل أوجه الحياة.. وفى القلب منه مشروع للتأمين الصحى لكل مواطن، يهدف لتطوير الخدمة والارتقاء بالمهنة وعلاج المصريين من أمراض مزمنة وفتاكة ومستعصية.

• التأمين الصحى يحتاج إلى موارد ضخمة وتغيير لثقافة الشعب في الغذاء والتعامل مع البيئة، وقبل هذا وذاك الإرادة السياسية لتنفيذ هذا المشروع المأمول، وأحسب أن الرئيس القادم –أيا كان – يدرك حجم الكارثة الصحية والأرقام والإحصائيات نؤكد أننا في نكبة !!

كل الشواهد تؤكد انهيار الخدمة الصحية بالمستشفيات، وارتفاع فاتورة العلاج وتفشى الأمراض الخطيرة بصورة غير مسبوقة وهو ما لم ينكره جميع وزراء الصحة السابقين.. وتكفى زيارة واحدة لأى مستشفى لنرى بوضوح كيف أصبحت صحة مصر في خطر عظيم، فوزراء الصحة لا ينكرون أن 14.4% من المصريين مصابون بفيروس "سى" النشط، وثمة ملايين أخرى حاملين الفيروس تضاف إلى تلك النسبة المرعبة، ولا تعرف الصحة عنهم شيئًا مؤكدًا.. وإذا أضفنا لهؤلاء المرضى بالكبد الوبائى ملايين آخرين مرضى بالقلب والفشل الكلوى والصدر والضغط والسكر فإن معنى هذا أن نصف الشعب أو يزيد مرضى لا يمكنهم الإنتاج أو المشاركة في تنفيذ خطط التنمية، فالمريض لا ينتج بل يستنزف موارد الدولة وموارده الذاتية إنفاقًا على العلاج، فهو قوة غير مضافة بل مخصومة من الرصيد القومى.

• الفاقد الكبير للاقتصاد القومي نتيجة الإنفاق الهائل على علاج المرضى في مصر سواء كان التمويل من الدولة أو الأفراد يستلزم استحضار المنهج العلمي في علاج هذه الأزمة.. الخريطة الصحية لمصر مرعبة ومعقده بشكل يثير الحسرة، ويجعل مهمة الرئيس القادم صعبة للغاية، فالأمراض المزمنة والفتاكة تنهش أجساد الملايين خاصة الفقراء منهم.. ولا أمل إلا في رئيس منهم يشعر بهم، ويتألم لآلامهم ويحنو عليهم ولا يحملهم فوق طاقتهم ولا يتاجر بأحلامهم، هذا الرئيس لابد أن يطمئن المصريين على صحتهم ومستقبلهم ويؤمن حصولهم على العلاج الناجع بمستويات عالمية.

• إن بناء منظومة جديدة للتعليم والصحة والقضاء على الفقر والبطالة وتوفير الأمن وتطوير البحث العلمي أولويات قصوى على برنامج الرئيس القادم، ومبادئ دستورية ملزمة لأي حكومة أو برلمان قادم.. ونستكمل.
الجريدة الرسمية